مهد الأمير محمد بن سلمان للرأي العام السعودي والعربي والدولي قرار السعودية بالاستمرار في حرب اليمن حتى تحقيق الانتصار وأن رهان إيران والقوى المعادية للمملكة داخل اليمن على وصول السعوديين إلى الإحباط من دخول الحرب عامها الثالث هو أضغاث أحلام وأن الهدف الذي نسعى إليه في اليمن السعيد مستمر والزمن معنا وليس معهم. رسائل مهمة حملها حوار ولي ولي العهد السعودي مع الزميل داود الشريان ونقلته عدة قنوات مساء الثلاثاء، كان في مقدمتها رسالة حادة إلى إيران، أن اللعبة قد انتهت ولن نثق بكم بعد اليوم طالما كنتم تنتظرون ظهور المهدي المنتظر ومحاولة التلاعب بالسياسة الدولية والإقليمية برئيس من طراز رفسنجاني ورئيس من طراز نجاد قد أصبحت لعبة قديمة ومن الماضي وبالتالي فأن عليكم التعامل مع جيرانكم كدولة لها مصالح وعليها التزامات، أما أسلوب “الدروشة” ووصايا الإمام المنتظر فأنها ستقودكم إلى أن المعركة ستكون هناك في الأراضي الإيرانية ولن تكون كما يحلمون في الأراضي السعودية وهو المخطط الذي بنيت عليه شرعية النظام المتطرف في طهران . مصر كانت ملفاً مهماً، ولأول مرة يوجه مسؤول سعودي بهذا الحجم انتقاداً مباشراً لجماعة الإخوان المسلمين المصرية التي تحاول باستخدام إعلامها – خارج مصر – الإيقاع بين السعودية ومصر، صحيح أنه قال الإعلام الإخونجي لكننا نعلم أن المقصود القنوات والحسابات الإخبارية التابعة لجماعة الإخوان المصرية والتي تتخذ من تركيا مقراً لانطلاق أعمالها العدائية ضد الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي وبدأت في الهجوم على السعودية وقيادتها بشكل واضح في الأسابيع الماضية ولعل التأكيد على وضع حجر الأساس لجسر الملك سلمان بين السعودية ومصر قبل 2020 هو رسالة أن التقارب بين البلدين والعلاقة التاريخية أكبر من محاولات يائسة وبائسة . الجانب الاقتصادي كان مطروحاً بقوة في المقابلة المهمة اليوم واتضح لي أن التعديلات المفصلية في هيكلة الاقتصاد السعودي مستمرة رغم ما فيها من آثار جانبية سلبية وأن الأنباء الإيجابية ستبدأ من 2018 وما يليها وعلينا تحمل الأشهر المتبقية من 2017 لأن المؤشرات ستكون أفضل في الفترة المقبلة وفي هذا منح الاقتصاد نوعاً من الثقة والتفاؤل الذي نحتاجه لتحريك الأسواق . أسعدني كثيراً إشارته إلى دعم أكبر 100 شركة سعودية، وإنفاق 500 مليار ريال من أجل تحفيز القطاع الخاص، فهذا القطاع هو المحرك الرئيسي للتوظيف في المرحلة المقبلة ودون دعم ورعاية حكومية فلن يتحقق شيء وكانت إشارات الأمير لها واضحة وتعطينا تفاؤل للمرحلة القادمة وكلما بدأت الخطوات العملية فإنها ستعطي أملاً أفضل لكل هؤلاء الخريجين والمبتعثين القادمين من الخارج بعشرات الآلاف ممن يحملون أفضل التأهيل الدراسي ويحتاجون إلى تدريب مرتفع في قطاع خاص حقيقي . أغلب المواطنين السعوديين يهتمون بالملف الاقتصادي ومشاريع الإسكان، وبالتأكيد الوضع الجيوسياسي في المنطقة مهم جداً، وكلها ملفات صدرت من الأمير الذي يقود ملف التحول الاقتصادي أشارت حيالها وتحتاج لتعزيزها إلى خطوات عاجلة على الأرض لتحقق أهدافها. لكل حوار إعلامي رسالة، وحوار ولي ولي العهد فهمت منه رسالة لنا جميعاً كمواطنين أن المسؤول يؤكد أننا نتجه في الاتجاه الصحيح وأن الإصلاحات الاقتصادية هي الحل الوحيد لتحقيق تطوير ملموس في بلادنا وأننا ارتكبنا أخطاء كبيرة بتأجيل الإصلاحات وسنرتكب أخطاء أكبر إذا تأخرنا في تنفيذها. نمر في الفترة المقبلة بتغييرات واسعة اقتصادية واجتماعية، أدعوا الله أن نوفق بها وتكون بلادنا أفضل وأفضل، فالأجيال المقبلة ستكون حياتها مختلفة، والعالم أيضا سيصبح مختلفاً ولابد أن نتغير لما فيه مصلحة بلادنا ومواطنيها .