نفهم لماذا هذه الحرب المسعورة على إخوان مصر، وكيف ارتعدت فرائص يهود عندما استلم الدكتور محمد مرسي الحكم، وبدأت المؤامرة الدولية على حكم الإخوان، وكيف تعاون الغرب والعرب مع اليهود لإسقاط هذا الحكم الذي وقف في الحرب التي حصلت على غزة 14/8/2012 حرب (حجارة السجيل) مع أهل غزة وهدد أنه لن يسكت أمام هذا الاعتداء الغاشم وأخيراً أُخضع اليهود لشروط حماس التي فرضوها على اليهود. ويقول الصحفي الأمريكي تشومسكي إن محمد مرسي كان قد وصف اليهود بأنهم أبناء القردة والخنازير، وعندما التقى الرئيس الأمريكي أوباما في زيارته للأمم المتحدة طلبت الإدارة الأمريكية من مرسي أن يضمن كلامه لأوباما جملة تقول: (وستعمل مصر وأمريكا على إيجاد حلول لكي ينعم الشعبان الفلسطيني والاسرائيلي بالأمن الدائم والسلام الشامل) فرفض مرسي هذه الجملة التي تعني الاعتراف بدولة اليهود والسير بعجلة السلام المشينة، فيقول تشومسكي إن هذه الجملة التي لم يقلها كانت سبباً في إنهاء حكمه. ولما حصل الانقلاب من السيسي على حكم مرسي الشرعي فقد رحبت حكومة العدو الصهيوني بهذا الانقلاب وعبرت الصحافة اليهودية عن فرحها بأن أنزلت صورة السيسي على صفحاتها الأولى وبجانبه عبارة (البطل القومي اليهودي الذي أرجع مصر لأحضاننا).. هذا وقد ذكرت صحيفة (فيترانس توداي) الأمريكية في تقرير لها بعنوان "السيسي يهودي ومصر الآن تحت الاحتلال الصهيوني" وفيه معلومات قيمة تثبت تورطه بعمالة الموساد). وقد صرح رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان (إن لدينا وثائق تثبت وقوف دولة "اسرائيل" وراء الانقلاب العسكري في مصر).. كما ذكر المحلل والكاتب الصهيوني (دان مر) كبير المعلقين لصحيفة (اسرائيل اليوم) والذي قال بالنص (سنبكي دماً لأجيال إن سمحنا بفشل الانقلاب في مصر وعاد الإخوان إلى الحكم، ويجب أن نعمل المستحيل لضمان ذلك لأن الإخوان سيتوجهون للانتقام من "اسرائيل" في حال عادوا للحكم لإدراكهم الدور الكبير الذي قامت به تل أبيب في دعم السيسي، وإن نجاح السيسي بالنسبة لنا قصة حياة أو موت). وهذا وزير الدفاع الصهيوني (باراك) في مقابلة مع (ccn) الأمريكية يقول: أعتقد أن العالم بأسره يجب أن يدعم السيسي لأن الرئيس محمد مرسي الذي نجح بانتخابات نزيهة نسبياً استخدم الأدوات من أجل تحويل الانتخابات الديمقراطية إلى نظام شمولي متشدد يستند إلى الشريعة الإسلامية وله تأثير كبير في المنطقة، فجاء الانقلاب من أجل استقرار أمن المنطقة. وهذا رئيس المخابرات الصهيونية (أفيف كوخافي) يتحدث عن القوة الناعمة للإخوان المسلمين في مؤتمر هرتزليا للأمن القومي فيقول (إن أسلمة المجتمعات بدأت من الحركة الرئيسة، وهي حركة الإخوان المسلمين، والتي انتشرت في العالم وتركزت في الشرق الأوسط من تركيا إلى المغرب، وقوتهم تتصاعد ليس فقط بالإسلام السياسي بل بالرعاية الاجتماعية والتربية والتعليم والاقتصاد والتغذية، وهم يسعون لإقامة دولة الخلافة وتطبيق الشريعة على حدودنا، وما جرى في مصر هو بداية الطريق لتحقيق أهدافهم) وقد ذكر الإخوان المسلمين في كلمته اثنتى عشرة مرة خلال أربع دقائق استمعت لها. وأخيراً هذا وفد الكونغرس الأمريكي الذي ضم السيناتور ميشيل باكمان عضو مجلس الشيوخ والنائب لومي جوهمرت والنائب ستيف كينج الذين قابلوا عبد الفتاح السيسي ووصفوه بـ(جورج واشنطن مصر) وقالوا (سندعم الوضع الجديد الذي جاء موافقاً لتطلعات الشعب الأمريكي والمصري للوقوف معا ضد "عدونا المشترك" الإرهاب الذي تمثله جماعة الإخوان المسلمين ويجب هزيمتهم للقضاء على هذا الشر). ومن هنا نعرف حقيقة المعركة ومغزى التهمة التي وجهت لمرسي (التخابر مع حماس) وإن ما حصل في مصر هو جزء من المعركة مع يهود وأعوانهم من زعماء في العالم العربي وعلى رأسهم حكام مصر الانقلابيين وزعماء خليجيين تابعين بكل ذيلية للصهيونية.