كشفت أكبر شركة للصناعات العسكرية في العالم "لوكهيد مارتن"، أنها فازت بعقد مع المملكة العربية السعودية بلغت قيمته 6 مليارات دولار، تقوم بمقتضاه بتزويد السعودية بأربعة سفن قتالية ساحلية.
وذكرت وكالة "بلومبرج" (19 مايو 2017) أن النسخة النهائية من التعاقد، تضمنت حصول المملكة على نسخة مسلحة بشكل أفضل من السفن، ومزودة أيضًا بعدد من معدات الدعم والذخائر وأنظمة الحرب الإلكترونية، مؤكدةً أنها حصلت على تلك المعلومات من مصادر مطلعة على الصفقة.
ومن المنتظر الإعلان عن تلك الصفقة صباح السبت (20 مايو 2017) بتوقيت واشنطن عقب وصول الرئيس دونالد ترامب إلى الرياض ليبدأ أول رحلة له خارج البلاد بعد توليه مهام الرئاسة بالبيت الأبيض.
وأوضحت الوكالة أن الوعود التي قدمتها إدارة ترامب بالعمل على تصحيح العلاقات السعودية الأمريكية وإعادتها إلى سابق عهدها بعد التدهور الذي شهدته في عهد الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما؛ شجعت المملكة على الموافقة على التعاقد مع الجانب الأمريكي على مجموعة من الصفقات العسكرية بلغت قيمتها مليارات الدولارات وستمكن المملكة من الحصول على مجموعة حديثة من الأسلحة الأمريكية خلال العقد القادم.
كما أن المملكة أبدت ترحيبها بتخصيص مبلغ 40 مليار دولار من صندوق الثروة السيادية الخاص بها لاستثمارها بعدد من الشركات الأمريكية.
ويعتبر هذا العقد الذي سيمكن المملكة من الحصول على 4 سفن قتالية قادرة على أداء مهامها بالمياه الساحلية الضحلة، جزءًا من مجموعة من الاتفاقيات بشأن مبيعات الأسلحة، فيما أعلنت الخارجية الأمريكية موافقتها على بعض هذه العقود نهاية عام 2015، كما وافق عليها الكونجرس الأمريكي أيضًا، إلا أن هذه العقود لم تدخل حيز التنفيذ أثناء وجود إدارة باراك أوباما.
ونقل الموقع عن المتحدث الرسمي باسم شركة لوكهيد مارتن، قوله في رسالة إلكترونية أرسلها إلى الوكالة: "الحكومات هي وحدها القادرة على إصدار القرار الأخير فيما يتعلق ببيع الأسلحة لدول أجنبية. وأعتقد أن الحكومة الأمريكية هي وحدها القادرة على إجراء أي مباحثات محتملة في هذا الصدد".
وذكرت الوكالة أن من الاتفاقيات التي لم تدخل حيز التنفيذ في عهد أوباما، الاتفاقية التي تم التوصل إليها مع شركة جنرال دينامكس لمد المملكة بنحو 115 دبابة من طراز M1A2 التي تمت الموافقة عليها في أغسطس 2016. وتتضمن الاتفاقية أيضًا حصول المملكة على بعض الذخيرة وأنظمة استعادة المعدات الثقيلة. وكذا الاتفاقية التي أبرمتها المملكة مع لوكهيد وتضمنت حصول المملكة على مزيد من صواريخ Pac-3 Patriot التي قام الكونجرس الأمريكي بالموافقة عليها سابقًا.
ومن المنتظر أن تشمل الصفقة العسكرية الضخمة، التي سيتم الإعلان عنها خلال زيارة ترامب التاريخية للمملكة؛ اعتزام الجانبين السعودي والأمريكي، الاستمرار في العمل معًا في تحديث بعض البرامج، مثل برنامج تحديث هيكل القيادة والسيطرة العسكرية في المملكة. وقيام لوكهيد بإبرام عقد مع المملكة بلغت قيمته 5 مليارات دولار ستمد الشركة الأمريكية بمقتضاه المملكة بنحو 60 طائرة مروحية من طراز 60 UH-60.
وستقوم المملكة أيضًا بشراء نظام THAAD المضاد للصواريخ الذي قامت شركة لوكهيد بتصميمه ليكون قادرًا على صد أي هجوم صاروخي على ارتفاعات أعلى من صواريخ باتريوت. وجاء تعاقد المملكة على الحصول على نظام THAAD بعدما أثبت النظام الصاروخي فاعليته مع الإمارات، وبعد أن أثار توترات بين الصين وكوريا الجنوبية والولايات المتحدة، بعدما قدمته الأخيرة لكوريا الجنوبية.
ورغم كثرة العقود الدفاعية المرتقبة، فإن الوكالة أكدت أن صفقة بيع السفن القتالية الساحلية تعد الأبرز والأهم؛ وذلك نظرًا إلى أن المملكة ستكون هي الدولة الأجنبية الأولى التي تحصل على نسخة من تلك السفينة القتالية مزودة بصاروخ الدفاع الجوي الذي قامت بتطويره شركة رايثون الأمريكية المعروف باسم Evolved Sea Sparrow.
وكشفت الوكالة عن أن النسخة الأولى من اتفاقية التعاقد على تلك السفن، تضمنت حصول المملكة على سفينتين فقط، إلا أن النسخة النهائية من التعاقد نصت على حصول المملكة على 4 سفن.
وتقول لوكهيد إن النسخة المعدلة من تلك السفن الساحلية القتالية مزودة بصواريخ فوق الأفق، وبنادق يبلغ قطرها الداخلي نحو 20 ملليميتر، وقادرة على إصابة أهداف بعيدة المدى، وستكون أيضًا قادرة على إطلاق الصواريخ المضادة للطائرات Sea Sparrow وبها نظام الدفاع الطوربيدي الجديد.