حين يقوم أحدهم بتحليل أي حدث يقع في العالم تجدهم يربطونه بالقوى العالمية ، فيقولون إنما وقع هذا لأجل أن أمريكا أرادته ، وأن هذا يحقق لها أهدافها الاستراتيجية ، ثم يبدأ يخوض في بيان تلك الأهداف ، أو لأن اسرائيل هي التي خططت له ، أو أن روسيا وإيران هي التي قامت بتنفيذه على يد استخباراتها السرية ، فهو يحقق لها أهدافها الاستراتيجية .
ومع مرور الزمن أدى هذا المنهج - للأسف - لأضرار فادحة ؛ حيث قد ضعف تعلّق المسلم حاكماً ومحكوماً بالله عز وجل ، وضعف خوفه من الله ورجاؤه ، وصار المسلمون يتعلقون بالقوى المادية العالمية ويخافونهم ويرجونهم .
هل تظنون أن القتل الذي وقع ولا يزال على إخواننا السوريين والعراقيين واليمنيين وقع من دون تقدير الله عز وجل وتدبيره وإرادته ، ومن دون علمه وحكمته .
وقد وقع القتل واستحر في المسلمين على مرّ التاريخ على يد التتار ، وقتل الملايين من المسلمين على يد استاليين وليينين ، أليس هذا بتدبير الله وإرادته وحكمته .
أين أؤلئك الكتاب الذين يبينون هذه المعاني ، وحكمة الله عز وجل من وقوعها ، والآيات الدالة على أن ذلك من فعل الله وأن له الحكمة البالغة كثيرة منها قول الله عز وجل " وإذا أردنا أن نهلك قرية أمرنا مترفيها ففسقوا فيه .. " الآية وقول الله عزوجل : " وما من قرية إلا نحن مهلكوها أو معذبوها قبل يوم القيامة كان ذلك في الكتاب مسطورا " وقوله : " ولو يرى الذين ظلموا إذ يرون العذاب أن القوة لله جميعاً " .
والآيات التي جاءت في بيان حال الأمم قبلنا وأن الله دمّرهم وأهلكهم بسبب ذنوبهم كثيرة .....