يوجد في أغلب البيوت أبناء وأقارب فاسدين ومفسدين ، فمن النادر أن تجد جميع الأخوة على طبع واحد ، فهم يختلفون في الطبع وفي الأفكار وفي المستوى ، فنجد كثير من البيوت المحافظة ، يطلع من بينهم أحد الأبناء غير محافظ ، وكم رآينا من بيوت علم وقضاء ، طلع لهم أبن من هواة الرقص والغِناء ، و كم يكون مؤلم في النفس أن يكون أحد الأبناء أو الأشقاء شخص مشاكس وفاسد ، ولديه ميول إلى الفساد ومحاربة الأقراب ، أو لديه ميول متشدد ويدعم الأرهاب ، أو لديه مرض نفسي نتيجة نقص فيحول نقصه إلى التدمير والخراب .
أن من لديهم أحد من أبناءهم أو أهلهم أو أحبابهم يمتلك تلك الصفات ، فأنه يكون على محبيه غم وهٓم ، وهُم يدعون له بالصلاح والأستقامة ، ولا يريدون أن يستعملون معه منذو البداية الشدة والصرامة ، فيستعملون معه النصيحة تارة ، ويتغاضون عنه تاره ، ولا يعاقبونه عقاب شديد على إصراره ، فيستعملون معه كل الوسائل لثنيه عن الخروج عن أهله ، ويحاولون تغيير طبعه ويعالجونه له العله ، لا سيما إذا كان من ظمن العائلة رجل ذو عقل وحكيم ، ولا يستمع لكلام الحريم ، فأغلب النساء هن البلاء ، وبسببهن يتفرقون الأقرباء ، بل حتى الأبناء والأباء ، والأمهات والأخوات ، فإذا وجد ذلك الرجل القايد الحكيم الحازم ، فأنه سوف يستخدم جميع السبل للم ّ الشمل ، وتعديل المايل من الحمل .
ولكن عندما يطلع ذلك القريب مثل السيف من نصابه ويحول حده على أخوانه وأحبابه ، وفي الملاء يشوه سمعة أهله بخطابه وأكذابه ، فأنه في تلك الحالة يستحق المجابه ، ويستحق الحزم والعزم والضرب بالجزم ، والقتل إذا الأمر لزم .
فتفرقة الأهل مصيبة ، وجلب ألأعداء لهم فضيحة وخيانة معيبة.
فإذا حاول الشاذ المخرب تدمير بيت أهله ، فلا بد من قتله ، لكي ينهى فساده وخيانته بأهله على عجل ، ولكي يرجع لم الشمل ، ولا يفرح بتفرق الأخوان والأهل الحساد الأعداء ، فإذا أنفصلت الأعضاء ، فقد عم البلاء ولا ينفع معها الدواء ، وسار المرض في ساير الجسم ، فلا ينفع وقتها الندم .
وسوف تتكالب وتحد أنيابها لذلك الجسد الضباع والكلاب ، وكل حيوان ذو ناب ، ويعم في المكان الدمار والخراب .
فمن لديه أحد من الأخوان أو الأقارب ، الذين يشابهون العقارب ، فإذا نُصحوا ولم ينفع معهم النصح والإرشاد ، وقد أستمروا في العداوة والعناد ، فليس لهم دواء الاّ طردهم من الدار ، وتحذير الناس من فسادهم وأنهم من الأشرار ، لكي يعاقبون معاقبة المجرمين ، قبل أن يلحق أذاهم الناس الطيبين ، فتسحب منهم الأموال ، وتجفف منابع إراداتهم التي يملكون ومنها يصرفون على المخربين والأنذال ، حتى يعم الأمن والأمان ويبتعد عن أهل الديار من أراد أن يوقع بينهم القتل والقتال والخراب والأهوال .