مما يروى عن القائد التتري تيمور لنك، أنه نظر إلى وجهه في المرآة ذات يوم، بعد أن تنعّم وتعوّد على حياة القصور والرفاهية، فانقبضت نفسه لمنظره القبيح، وأدرك أحد وزراءه المقربين ضمن حاشيته ذلك الأمر في تعبيرات وتقاسيم وجهه.. فأخذ في ممارسة دوره في المجاملة والإطراء، على عادة الحاشية والبطانة.. فقال له: إن مثلك أيها الخاقان الأعظم، لا يتحسر على فقدان جمال الوجه، وقد أعطاك الله تعالى بسطة في الجسم، وبسطة في القوة، وبسطة في الثروة والسلطان.. وإنما يتحسر ويحزن على جمال الوجوه، النساء وأشباه النساء من الرجال. فانبسطت أر تيمور لنك، وابتسم راضياً عما قاله الوزير - وهو يعلم أنه يجامله أو إن صح التعبير، ينافقه – ثم التفت إلى نصر الدين خوجة أو جحا، الذي كان حاضراً ساعتها، فرآه ينخرط في البكاء.. فقال له: ما خطبك يا جحا؟ أنا صاحب المصيبة تسليت، وأنت تأبى أن تتسلى! فقال جحا: معذرة يا مولاي، إن مصيبتي أكبر من مصيبتك أضعافاً مضاعفة! فأنت نظرت إلى وجهك مرة فانقبضت، فماذا أصنع أنا الذي أنظر إليك بالليل والنهار!