لا يوجد أحد إلا وتحدث وتكلم فيه قدحا وسبا وتجريحا وهمزا ولمزا
وحتى الله سبحانه وجلا جلاله وهو رازقهم ومطعمهم ومكسيهم لم يسلم من هذه الألسن والرسول عليه الصلاة والسلام قيل عنه مجنون وأبتر ،،،،
تبادر إلى ذهني هذا بعد مواضيع تتحدث عن المغامسي والبريك وما نالهم من أذى وقدح وغيرهم الكثير فما هو ميزان الرضا عند الناس وكيف السلامة من ألسنتهم،،،
ولعلي أورد قصة جحا وابنه والحمار ففيه الجواب الشافي،،
يحكى أن جحا خرج ذات يوم إلى السوق ومعه ابنه والحمار (أكرمكم الله) ، فمروا بجماعة من الناس ، فعلق أحد الجالسين بصوت مسموع : يا لهذين المغفلين يعطيهما الله حمارا للركوب فيتركانه ويمشيان ! فلما سمع ذلك جحا قال لابنه : هلم يا بني نركب الحمار . فركباه ومضيا ، ثم إنهما مرّا بجماعة أخرى فعلّق أحدهم بصوت مسموع : يا لهذين الظالمين لقد أثقلا على هذا الحمار المسكين ! فهلاّ ركب أحدهما ومشى الآخر ! عند ذلك قال جحا لابنه : انزل يا بني أما أنا فسأركب . فمروا بجماعة ثالثة ، فعلق أحدهم بقوله :يا لهذا الأب القاسي ، لقد ترك ابنه يمشي بينما هو راكب . عندها نزل جحا من الحمار وأمر ابنه بالركوب . فلما مرّوا بجماعة أخرى سمعوا أحدهم يقول : يا لهذا الابن العاق لقد ترك أباه الشيخ العجوز يمشي بينما هو راكب . فلما سمع ذلك جحا استشاط غضبا وأمر ابنه بالنزول ثم طلب منه أن يحمل معه الحمار. فبينما هم كذلك إذ سمعوا أحدهم يقول : إن هذين لمجنونين فبدل أن يحملهما الحمار قاما هما بحمله . عند ذلك التفت جحا لابنه وقال : يا بني لقد أيقنت هذا اليوم أن
" رضا الناس غاية لا تدرك ...."