كشفت السنوات الأربع الماضية التي أعقبت سقوط حكم جماعة الإخوان الإرهابية في مصر باختيار وإرادة الشعب المصري ومساعدة الجيش المصري العظيم حجم التنسيق بين جماعة الإخوان وبين التنظيمات الإرهابية التي تعتبر جزءا منها. وكانت محاولات تلك التنظيمات في اتخاذ شبه جزيرة سيناء ولاية إسلامية لها مستمرة إلا أنها باءت بالفشل أمام عزيمة جيش مصر.
وأقدمت تركيا وقطر على الوقوف في صف هذه الجماعة التي كانت تحلم هاتين الدولتين بإعادة تكوين الإمبراطورية العثمانية والخلافة المزعومة التي تمهد لإسقاط الحكومات في جميع الدول العربية .
ومارست هاتين الدولتين تحريضا ودعما ماليا وعسكريا مباشرا للجماعة نحو كل ما هو معارض لها داخل مصر.
أما بالنسبة إلى إيران كان موقفها من مصر متذبذبا في بداية الأمر إلا أن عملية الغزل السياسي بين عمودين من أعمدة الإرهاب لازالت مستمرة حيث تسعى إيران لتوظيف تلك الجماعة لتقويض جميع الدول العربية وهدمها من خلالهم.
العلاقة الحميمة بين الإخوان وبين التنظيمات الإرهابية التي تعتبر جزءا منها توثقت وزادت رسوخا مع الأيام من أجل خلق الفوضى والاضطرابات في مصر. وكان فشل تلك التنظيمات في اتخاذ شبه جزيرة سيناء ولاية إسلامية لها واضحا للعيان بدعم تركي قطري كاشفا عن حجم التنسيق بين الجانبين الأخونجية من جانب وقطر وتركيا من الجانب الآخر وأجهزة استخبارات خارجية، وهو ما أظهر دفع الجماعةالإخواني إلى الحدود المصرية الغربية. وكثّفت الجماعة جهودها للتعاون مع التنظيمات الإرهابية التي تتخذ من شرق ليبيا أماكن للتدريب العسكري لتكون بمثابة بؤرة توتّر أخرى يمكن من خلالها النفاذ إلى داخل الأراضي المصرية لتشكيل خلايا إرهابية مثل “حسم” و”لواء الثورة” للقيام بأعمال إرهابية داخل الأراضي المصرية لتخفيف الضغط على التنظيمات الإرهابية على الحدود الشرقية التي كانت المقر المستهدف لزرع فرع داعش الإرهابية بها.
ووضح ذلك من خلال التنسيق الإخواني مع حركة حماس لتغذية التنظيمات الإرهابية هناك بالمال والسلاح، وهو أمر تنبهت له القوات المسلحة المصرية التي أغلقت الباب أمام عمليات التهريب من خلال هدم الأنفاق مع قطاع غزة، وتطويع الحركة سياسيا للتعاون أمنيا بعيدا عن الجماعة.
سعت إيران عبر ركوب ثورة الـ25 من يناير 2011 في مصر والتقرب من حكم جماعة الإخوان بعد ذلك، وتاليا بالتحالف مع قطر والاصطياد في ماء أزمتها الأخيرة، إلى كسر الحصار العربي السني المفروض عليها وشق الصف العربي وتعزيز تدخّلاتها وتحويل حضورها في العمق العربي إلى أمر واقع لا تراجع فيه وما تدخلها في سوريا واليمن إلا نتاج ذلك.
تبقى الخطوات العملية التي ستعيد الأمور إلى نصابها وهي إيقاف دعم تلك الجماعة الإرهابية واحتضانها من قبل كل من قطر وتركيا وتشديد الخناق على إيران .
وقد بدأت العملية بقطر وستحقق أهدافها وسوف تلحق بها تركيا في مستقبل الأيام . وسنرى بإذن الله سقوط عصابة الملالي المعممين في طهران بإذن الله.