قال سبحانه وتعالى ( وَفِي أَنْفُسِكُمْ أَفَلا تُبْصِرُونَ )
أن التفكر في عظيم خلق الله عبادة جليلة
يثاب عليها المؤمن
ان اغلب الناس رغم انتشار العلم والثقافة
لكن تبقى هناك أسرار تخفى عليهم
فمثلاً فصائل الدم الاغلبية منا معلوماته محدودة رغم اهميتها في حياتنا وصحة ابداننا
وماذا يحدث عندما يقرر رجل الزواج من امرأة
وهما مختلفان في فصائل الدم
هذا الزواج والارتباط وهو بناء وتكوين أسرة ويجب ان تكون حياتهم مستقرّة وإنجاب أطفال أصحاء
لا يمكنهم أن يكونوا أسرة سليمة إذا كان هنالك ما يمنع ذلك
لأنّ الزواج مسؤولية وليس مجرد خطوة يقومان بها
حيث إن الزوجين ملزومان بعمل تحاليل
قبل الزواج حتى يتأكدا بأن وضعهم الصحي مناسباً للزواج
وفحص الدم هو من أهم هذه الفحوصات
لكي يتمّ التأكّد من توافق الزوجين
القصة كانت عمليات نقل الدم للمحتاج إليه اما ان تكون سبباً بإذن الله في نجاة المصاب
اوسبباً للقضاء عليه
و بقي ذلك سراً حيّر العلمــــاء لفترة طويلة
حتى كتب الله الفرج على يد الطبيب النمساوي Landsteiner في عام 1901 م
استطاع الطبيب النمساوي بعد دراسة عينات عديدة لدماء البشر
إلى إكتشاف نوعين من البروتينات
المعروفة علمياً بـ((الأنتيجينـــــات ))
رمز لأحدهما بـ (( A )) و للآخــر بـ (( B ))
فإذا إجتمع الأنتيجينان A و B في الدم
كانت الفصيلة AB
وإذا خلا منهما الدم كانت الفصيلة O إذا ظهر في الدم أنتجين A وحده
كانت الفصيلة A
أما ( السالب -) و ( الموجب +)
فتخص مادة بروتينية إضافية
إن ظهرت في الدم تكون الفصيلة موجبة
وإذا لم تظهر تكون الفصيلة سالبة
والفصائل الموجبة أكثر إنتشارا لأنها تورث
كصفة سائدة
ومن هنا تكون الفصائل السالبة نادرة
ونظام الجهاز المناعي في الجسم عجيب فريد
فهو يكوّن أجساما مضادة لأي بروتين غريب
يصل للدم وهذا مايفسر لنا عدم إمكانية
نقل دم A لآخر دمه B أو العكس
كما أن مثلا O السالبة تعطي O الموجبة لكن العكس غير صحيح
فلا يمكن لـ O الموجبة أن تمنح O السالبة
لوجود تلك المادة البروتينية الإضافية
فيستنكرها جهاز المناعة فتتكون أجسام مضادة لها فيحدث مايشبه الحرب بين جهاز المناعة وتلك الجسيمات
إذا الفصائل السالبة تعطي الموجبة
وليس العكس مع بقاء آلية النقل كما ذكرت سابقا
إذا تزوج رجل بإمرأة وكانت فصيلة أحدهما O والآخر AB
فأبناؤهما ستكون فصائل دمهم إما A أو B
ومن المستحيل أن يكون أحد الأبناء مشابها
لأحد أبويه في فصيلة الدم
أي لن يكون في الأبناء من يحمل فصيلة دم AB
أو O
الزواج
إذا كان الزوجان كلاهما AB فأبناؤهما AB
وإن كان كلاهما O فالأبناء كلهم O
إذا كان الأبوان كلاهما A
فالأبناء A أو O
وإن كان كلاهما B
فالأبناء B أو O
إذا كان أحد الأبوين AB
فلايمكن أن يكون أحد الأطفال O
والعكس إذا كان أحدهما O فلا يمكن أن يكون أحدهما AB
ماذا يحدث إذا تزوّج رجل يحمل فصيلة الدم A+
(أي موجب) من امرأة تحمل فصيلة الدم A-
(أي سالبة) ؟؟
ج : هذا يسمى: تعارض فصيلة ريسوس
أي: أن تكون الأم من الفئة السالبة
و يكون الجنين من الفئة الموجبة.
عندما تحمل هذه الأم بجنين يحمل فصيلة الدم A+
(أو أي فصيلة دم موجبة) لأول مرّة
و عندما تتسرب كريات الدم الحمراء الموجبة
من الجنين إلى الأم (كما يحدث عند الولادة)
فإنَّ جسمها يتحسس و يبدأ بتكوين
أجساما مضادة للبروتينD
هذه الأجسام المضادة تقوم بمهاجمة الكريات الموجبة
القادمة من الجنين و تسبب تكسّرها.
عادةً لا يتأثر الطفل الأول
لأن دم الطفل يتسرب إلى الأم أثناء الولادة
في أغلب الحالات
بالتالي لن يكون هناك متسع من الوقت لجسم الأم لأن يتحسس
و ينتج الأجسام المضادة و يهاجم دم الجنين.
لكن في الحمل التالي، يكون جسم الأم متحسساً مسبقاً (من الحمل الأول)
و ينتج أجساماً مضادة تعبر المشيمة
و تهاجم الكريات الموجبة في دم الجنين.
هذا الجنين قد يموت في بطن أمه
أو قد يولد مصاباً بفقر الدم
و بالصفار الشديد (الناتج عن تكسر كريات الدم الحمراء)، و بالفشل القلبي.
وضع الطفل يكون حرجاً و يستدعي تدخلاً
علاجياً فورياً.
الجنين التالي يكون وضعه أكثر خطورة
و تضؤل فرصته للعيش.
إذن ما الحل ؟ يجب أن نمنع دم الأم من التحسس
نمنعه من تكوين الأجسام المضادة.
هناك علاج خاص مكون من مضادات للبروتين D
يسمّى:RhoGAM
يُعطى للمرأة الحامل ذات فئة الدم السالبة
قبل أن تتحسس من بروتين D
سؤال: هل تؤثر الأجسام المضادة للبروتين D
على دم الأم ؟
ج : كلا.
سؤال: هل هناك أسباب أخرى تؤدي إلى تحسس الأم؟
ج : نعم
1-نقل دم موجب إلى الأم السالبة
2-الإجهاض
3-نزيف الحمل
4-الولادة الطبيعية، و غيرها
إذا كانت الأم سالبة، و سبق لها التحسس بأي طريقة
فأنها قد لا تستطيع
أن تنجب طفلا موجبا سليما معافى
سؤال: ماذا إذا كانت فصيلة دم الأب سالبة؟
و الأم سالبة ؟
ج : لا خطورة في هذه الحالة على الجنين
لا الأول و لا غيره
إذن نصيحة ذهبية : إذا كان الشاب العريس يحمل
فئة الدم السالبة
يجب عليه البحث عن العروس التي تحمل نفس فئة الدم السالبة ايضا
او الابقاء تحت الرعاية الطبية الدقيقة
في كل حمل و مدى الحياة