(الرياض – خالد الصالح – mbc.net) "أكتب لسماحتكم حيث تقدم لنا في الإمارة بعض المواطنين بشأن ملاحظتهم قيام بعض مدارس التعليم الخاصة..."، كانت هذه مقدمة سؤال يستفتي فيه الأمير محمد بن سلمان ولي ولي العهد وزير الدفاع السعودي، قبل نحو 6 أعوام المفتي العام للمملكة الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ (حصلت "mbc.net" على نسخة منها)، في موقف يظهر مدى تمسكه بالناحية الشرعية قبل اتخاذ القرار.
كان الأمير محمد بن سلمان وقتها مستشاراً لأمير منطقة الرياض، حين كان خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز أميراً لها، عندما أرسل إلى المفتي يستفتيه في طلب تقدم به مواطنون.
وفيما يأتي نص سؤال الأمير محمد بن سلمان (رقم 43 - بتاريخ 28/12/1431 هـ): " أكتب لسماحتكم حيث تقدم لنا في الإمارة بعض المواطنين بشأن ملاحظتهم قيام بعض مدارس التعليم الخاصة بدمج التعليم بين صفوف البنين والبنات للمرحلة الابتدائية ويلتمسون منع ذلك، وحيث إن هذه البلد الطاهرة تقوم بتحكيم كتاب الله وسنة نبيه - صلى الله عليه وسلم - في كل شؤونها، وحيث إننا بصدد التأكد من ذلك؛ لذا أحببت الكتابة لسماحتكم لأخذ مرئياتكم من الناحية الشرعية والفتوى حيال ذلك، وما هي السن التي يجب فصل الصفوف التعليمية بين الجنسين؟
وبعد دراسة اللجنة الدائمة للإفتاء التي يرأسها المفتي للسؤال أجابت بأن "للبنين والبنات بعد بداية سن التعليم الابتدائي وهي بداية السابعة لهم من الفهم والإدراك ما يجعل الحكم فيهم مختلفًا عما قبل هذه السن. والعلماء بينوا أهمية تربية الفتى بين الرجال ليكتسب من رجولتهم وأخلاقهم بل ونبهوا على أهمية فصل الفتيان عن الفتيات في التعليم حتى وهم صغار مراعاة لذلك، كما ذكر العلماء المتخصصون في التربية وجود الفروق النفسية، والعوامل السلوكية بين الذكور والإناث، وأن لكل جنس ما يناسب خصائصه من الطرق التعليمية ويتلاءم مع سلوكه، وهذا الأمر لن يتأتى في أوساط تعليمية مختلطة لا تميز بين ذكر وأنثى، كما أن وجود بعض حالات التحرش الجنسي بين الأطفال في واقع المدارس المختلطة في الصفوف الأولية بالمدارس الابتدائية في كثير من المجتمعات يوجب منع السبل التي تؤدي إلى ظهورها وانتشارها بين الأطفال، وذلك بالفصل التام بين البنين والبنات في التعليم، وقد جاءت الشريعة الكاملة بوجوب سد الذرائع المفضية إلى الفساد.
ثم إن الجمع بين البنين والبنات في الصفوف الأولية مع كونه محذورًا هو وسيلة وذريعة إلى الجمع بينهم في الصفوف التي بعدها، ثم المرحلة المتوسطة وهكذا ما وراءها. فيكون بداية سيئة تجر إلى ما هو أسوأ منها، ومعلوم ما يترتب على اختلاط التعليم من المفاسد الكثيرة والعواقب الوخيمة التي أدركها من فعل هذا النوع من التعليم في البلاد الأخرى، مما حمل بعض أهل الاختصاص في تلك البلاد إلى المناداة بالرجوع عنه.
ولذلك كله أفتت اللجنة بأن اختلاط البنين والبنات في الصفوف الأولية أو المرحلة الابتدائية عمومًا أو غيرها من مراحل التعليم لا يجوز فعله ولا إقراره، كما لا يجوز جعل الصفوف الأولية الابتدائية للبنين من ضمن مدارس البنات، ويجب قفل باب الاختلاط بغاية الإحكام وأن يبقى أولادنا الذكور تحت تعليم المعلمين من الرجال في جميع المراحل، كما يبقى تعليم بناتنا تحت تعليم المعلمات من النساء في جميع المراحل، وبذلك نحتاط لديننا وبنينا وبناتنا.
وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عبد الله بن محمد المطلق صالح بن فوزان الفوزان عبد العزيز بن عبد الله بن محمد آل الشيخ
عبد الكريم بن عبد الله الخضير محمد بن حسن آل الشيخ عبد الله بن محمد بن خنين