قال الإمام ابن رجب رحمه الله : فإنَّ المؤمن إذا استبطأ الفرج وأَيِسَ منه بعد كثرة دعائه وتضرُّعه ، ولم يظهر عليه أثرُ الإجابة يرجعُ إلى نفسه باللائمة ، وقال لها : إنما أُتيتُ مِن قِبَلك ، ولو كان فيكِ خيرٌ لَأُجِبْتِ ، وهذا اللوم أحبُّ إلى الله من كثيرٍ من الطاعات ، فإنه يوجب انكسارَ العبد لمولاه واعترافَه له بأنه أهلٌ لِما نزل به من البلاء ، وأنه ليس بأهلٍ لإجابة الدعاء ، فلذلك تسرع إليه حينئذٍ إجابةُ الدعاء وتفريجُ الكُرَب ، فإنه تعالى عند المنكسرة قلوبُهم من أجله .