(القاريء / الداعية / العالم ) فرق كبير بينهم
القاريء: صوته حسن يهتم بالتجويد والقراءات وله مقاطع لقرائته الجميلة وهذا يستفاد منه في تعليم القرآن وأحكام التلاوة والإجازات في القراءة ولاتؤخذ منهم الفتوى
الداعية : يكثر من الوعظ والقصص ويرقق القلوب وغالبا يستخدم الترغيب والترهيب في اسلوبه وقل مايتكلم في الأحكام الشرعية والدليل الشرعي
وغالبا الحضور لديه كثيف لأن حضورهم من عامة الناس وأسلوبه يناسب الكثير من الناس ولاتؤخذ عنهم الفتوى الشرعية انما يستفيد الحاضر لديهم بترقيق قلبه والإتعاظ بمواعظهم
العالم : يتكلم بالأحكام والأدلة والعلم الشرعي والتصحيح والتضعيف والتفسير وأقوال العلماء والترجيح بالدليل الشرعي وشرح المتون العلمية وهم قلة وحضورهم غالبا عددهم قليل لأن لايناسب اسلوبهم الا قليل وهم طلبة العلم وعنهم تؤخذ الفتوى والمفتي ينبغي ان يكون لديه دراية بعلوم متنوعة ( العقيده/اللغة / والتفسير / والفقه / الحديث / اصول الفقه / مصطلح الحديث) فكلما مر على هذه العلوم كان لديه رسوخ علمي ولذلك بعض علمائنا السابقين والمعاصرين كالشيخ ابن باز وأبن عثيمين والفوزان وآل الشيخ واللحيدان والخضير لديهم اهتمام بهذه العلوم ودرسوا منها ميؤهلهم للفتوى ولذلك تجد بعض من يفتون الآن لديهم اشكاليات بسبب انه مهتم بعلم واحد ومغفل بقية العلوم
وغالبا تجد هؤلاء العلماء يأخذون العلم بتدرج بمتون صغيرة ثم يتوسعون وهو المنهج الرباني قال تعالى (مَا كَانَ لِبَشَرٍ أَن يُؤْتِيَهُ اللَّهُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ ثُمَّ يَقُولَ لِلنَّاسِ كُونُوا عِبَادًا لِّي مِن دُونِ اللَّهِ وَلَٰكِن كُونُوا رَبَّانِيِّينَ بِمَا كُنتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتَابَ وَبِمَا كُنتُمْ تَدْرُسُونَ )
ففي صحيح البخاري وعند ترجمة ( باب العلم قبل القول والعمل): (قال ابن عباس رضي الله عنه: كونوا ربانيين: حلماء فقهاء، ويقال : الرباني الذي يربي الناس بصغار العلم قبل كباره) يقول ابن حجر رحمه الله: (والمراد بصغار العلم ما وضح من مسائله، وبكباره ما دق منها