قبل 54 عام وبالتحديد عام 1962 م
حلقت طائرة حربية من نوع إليوشن روسية الصنع
فوق منطقة نجران مطلقتاً قذائفها على الاراضي السعودية
لكن بعد لحظات قليلة تتفاجأ الطائرة المعادية
بقذائف يطلقها مدفع مضاد للطائرات
وينجح في اصطيادها واسقاطها
في قصة تحمل تفاصيل مذهلة
وبطولة ليست غريبة على جنود هذا الوطن.
نسرد لكم القصة كاملة
في عام 1962م اندلعت حرب أهلية باليمن في ذلك العام
الحرب الاهلية اليمنية التي اشتعلت شرارتها الاولى
بانقلاب عسكري قاده المشير عبدالله السلال
ضد النظام اليمني في ذالك الوقت الذي كان يحكمه
الامام محمد البدر
انتشرت الفوضى وعم الدمار في اليمن
حتى استعان الامام محمد البدر بالحكومة السعودية
في ايام حكم الملك سعود بن عبد العزيز رحمه الله
وبنفس السيناريو الحالي وكأن التاريخ يعيد نفسه انطلقت العمليات العسكرية السعودية
دعماً للشرعية اليمنية ضد الانقلاب الذي قاده المشير السلال بدعم
من إحدى الدول العربية
ورغم تواضع الامكانيات العسكرية السعودية
في ذلك الوقت بحكم بداية عهد الدولة السعودية
إلا انها قدمت ما تستطيع للدولة اليمنية
وجهزت حدودها بقدرات عسكرية جيدة
لمنع اي محاولات اعتداء
من قِبل قوات الإنقلاب والدولة الداعمة.
وفي احد الايام من عام 1963م
كانت طائرة حربية من نوع إليوشن روسية الصنع
تبدأ في اختراق الاجواء السعودية في منطقة نجران
مطلقتاً قذائفها على الاراضي السعودية
بينما على الارض في مكان يُدعى “المراطه”
مدفعية مضاده للطيران أقل بكثير من امكانات الطائرة
لكنها كانت مجهزه بأحد الجنود السعوديون الذي كان لا يأبه الموت دفاعاً عن ارض الوطن
وبسبب قلة افراد القوات المسلحة السعودية
في ذلك الوقت
كان يعمل على المدفع المضاد للطائرات
جنديين فقط
احدهما كان يعاني من إصابة منعته من الحضور
للقيام بدوره في مساعدة الرامي الجندي “محمد محسن الصعيب الوادعي“
الذي سطر اسمه باحرف من ذهب
في تاريخ القوات المسلحة السعودية
حلقت الطائرة فوق المكان مستمرة في القاء القدائف
ليبدأ الجندي في تلقيم مدفعيته بالقذائف
واطلاقها نحو الطائرة
لكنه واجه صعوبة كبيرة في القيام بمهمتين
تتطلب وجود اكثر من جندي
الرماية وتلقيم المدفعية في نفس الوقت
لتلمحه امرأة سعودية كانت بحانب بئر
قريبة من المدفعية
وتوجهت نحوه وعرضت عليه المساعدة
ليطلب منها جلب القذائف وتقريبها منه
لتلقيمها واطلاقها بأسرع وقت
فانطلقت سريعاً البطلة سيدة بنت هادي اليامي”
صورة تعبيرية للبطلة سيدة بنت هادي اليامي
وساعدت الجندي محمد محسن في مهمته
ليتحقق ما يُعتبر مستحيل
وتصيب إحدى قذائف المدفع طائرة اليوشن
وتُسقطها ارضاً
فوق جبل همدان
حيث جُلب بقاياها لاحقاً لتوضع بجانب
امارة منطقة نجران بأمر من امير المنطقة
خالد السديري.
انتشر الخبر سريعاً في زمن انعدمت فيه وسائل
التواصل والاعلام
وكرمت الحكومة السعودية الجندي البطل والامرأة الشجاعة
حصل فيها الجندي محمد محسن الصعيب
على جوائز وحوافز مادية
وحصلت سيدة بنت هادي اليامي
على مكرمة من الملك راتب يُصرف مدى الحياة لها.
هذه القصة ربما تُنشر للمرة الاولى اعلامياً
لتعيد للذاكرة قصة ابطال افراد القوات المسلحة السعودية
على مر الزمان
لترتبط شجاعة الماضي ببطولات الحاضر
مقابلة البطل الجندي محمد محسن الصعيب الوادعي
اول من اسقط طائرة معاديه على الحدود السعودية