يعتقد معظم الناس أن قرار تغيير مسار القطار يعني التضحية بطفل واحد فقط.
إذ يعتبر إنقاذ عدد من الأطفال على حساب طفل واحد قرارا حكيما
من الناحيتين المنطقية و العاطفية على حد سواء ! ،
ولكن هل تبادر لأذهاننا أن الطفل الذي اختار اللعب على الخط الملغي ،
اتخذ قرارا سليما ومكانا آمنا ؟!
ومع ذلك فإننا نضحي به بسبب حماقة أصدقائه الذين اختاروا اللعب في وجه الخطر.
يحدث هذا النوع من الأزمات يوميا في حياتنا العملية والإجتماعية على حد سواء. فنحن دائما نضحي بالأقلية لمصلحة الأغلبية مهما كانت درجة جهل أو حماقة تلك الأغلبية ، ومهما كانت درجة علم و حنكة الأقلية .
إذ اعتبرنا الطفل الوحيد أقلية فمن المحتمل ألا تثير التضحية به شفقتنا ، وأن لا نذرف الدموع عليه
.
يقضي الحق والمنطق و العدل أن لا نغير مسار القطار !
لأن الأطفال الذين اختاروا المسار السالك ملعبا لم ينتبهوا إلى ذلك ،
وأنه يمكنهم أن يلوذوا بالفرار عند سماع صفارة القطار.
إذا قررنا تحويل القطار إلى المسار المعطل فسوف يموت ذلك الطفل بالتأكيد ،