هذه النفس البشرية بطبيعتها تنساق وراء
المغريات والملذات واللهو واللعب
هذه النفس هي اليوم تخوض معارك ضارية
في هذا الزمان
تنجح في اختبار وتفشل في اختبارات اخرى
هنا في هذا الموضوع نضع خارطة الطريق
لفك غموض هذه النفس
لكي يتحسس العبد مواطن الضعف في نفسه فيجتنبها
وبالتالي، يكون قد أدى مهمة الاستشعار المبكر التي سوف تسهل عليه مهمة المراقبة
ومن ثم المحاسبة إذا دعت إليها الحاجة
وهذه الآلية سوف تمنحك الخبرة الكافية بنفسك
لكي تحدَّ من فجورها
وتكثر خيرها
وتحجم شرها
ألم يطلعنا الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم
على ما تحويه هذه النفس من
(فجورها وتقواها)
يقول الله تعالى في محكم آياته
ما هو سر هذه النفس
كيف السبيل إلى ترويضها وضبطها؟
أليست هذه النفس تشعر بالهدوء والسكينة إذا ما كانت وسط البيئات الإيمانية
وأحاطت بها الأجواء الروحانية ؟
أليست هذا النفس تثور كالبركان إذا ما رأت
مشاهد أو صوراً خليعة؟
أليست تشعر بالندم إذا ما وقعت في معصية
وأحاطت بها الخطيئة؟
جميعنا يملك هذين الجانبين النفس الأمارة بالخيــر
والأخرى الأمارة بالسوء
ولكن المفلح فينا من يعمل على تقوية جانب الخير
وتحريرها مما تشتهيه
فهل حاول أحد منَّأ ذات مرة أن يكون شرطياً عليها
لمراقبة كل تفاعلاتها؟
وهنا يكمن التحدي، ولا يتأتى ذلك إلا من خلال
تقوية الصلة بخالقها عزوجل
والتمسك بالقرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة
النفس كالطفل إن شبت على شيء شابت عليه
فلا تعطيها كل ماتشتهي
وروضها كالخيل فالنفس تحتاج إلى ترويض
حتى يفلح صاحبها وينجح
قال الشاعر احمد شوقي صلاح أمرك للأخلاق مرجعه
فقوم النفس بالأخلاق تستقم
والنفس من خيرها في خير عافية
والنفس من شرها في مرتع وخم
تطغى إذا مكنت من لذة وهوى
طغى الجياد إذا عضت على الشكم
لذا وجب عليك تقويمها وتعويدها على الفضائل والأخلاق الحسنة
أليست الأعمال الناتجة عن تقلباتها هي في الأخير حصاد ما سنلقى الله به يوم القيامة
والذي سيحمله كل منا على ظهره
بين يدي من لا تخفى عليه خافية؟
إذاً فكيف يمكن لعاقل أن يترك لها الحبل على غاربه؟
ثم يأتي يوم القيامة ليتحمل فقط أوزار كل ما كان
من فجور (ترك له الزمام) بعيداً عن التقييد
أو المراقبة
مراقبة النفس والحد من خطورتها
بعدم تركها تهيم في الملذات الدنيوية بلا هدف
فطبيعة النفس البشرية أنها تنجرف إلى اللهو
وتندفع نحو الملذات البراقة دون تفكير
(فالنفس أمارة بالسوء)
فل نحاسب النفس اولاً عن النظرة المحرمة
فكلنا يعرف أن إطلاق النظر يثير في نفوسنا الشهوة!!
وهذا من مقتضيات الاستشعار المبكر (غض البصر) والكل يعرف أن بيئات الاختلاط، تبني جسور الفتنة
ومن مقتضيات الاستشعار المبكر (البعد عن بيئات الاختلاط)
والكل يعرف أن الخلوة بالأجنبية ساحة الشيطان الرحبة؛ لإيقاعك في الفاحشة!!
ومن مقتضيات الاستشعار المبكر (اجتناب الخلوة تماماً)
والكل يعرف أن صحبة السوء
تزين الوقوع في المعاصي!!
ومن مقتضيات الاستشعار المبكر (الابتعاد عنها، واستبدالها بالصحبة الصالحة)
نفسك التي بين جنبيك خلقها الله عز وجل
وهداها ودلها وأرشدها إلى الخير والشر وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ
هذه النفس إذا زكيتها بطاعة الله أفلحت ونجحت
وإذا دسيتها بمعصية الله خابت وخسرت
هذه النفس يمكن أن تكون أعدى الأعداء إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ
ويمكن أن تكون نفساً عزيزة كريمة مطمئنة يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً
فَادْخُلِي فِي عِبَادِي
وَادْخُلِي جَنَّتِي
وإذا كانت تلومك على ما فعلت من الشر فهي نفس طيبة
لوامة أقسم الله بها وَلا أُقْسِمُ بِالنَّفْسِ اللَّوَّامَةِ
هذه النفس تحتاج إلى ترويض لكي تزكو
فتفلح أنت يا صاحبها وتنجح
حاول أن تكون أكبر من نفسك اي أن تجاهد نفسك وتتحدّاها وتستفزها لتخرج أفضل ما فيها
يجب أن تؤمن بأنك تملك من القدرات ما لا تتخيل فقط آمن بنفسك وتوكل على الله