هل تواصل الأسواق الناشئة تراجعها .. وإلى أي مدى؟
2018-09-06 أرقام
بات متوقعاً أن تواصل الأسواق الناشئة تراجعها في ظل تحرك عدوى التراجع الذي تشهدها عملات تلك الأسواق إلى الأسهم، وفقاً لتقرير نشرته "بلومبرج".
ومن جانبه، يتبنى "جيمس لورد، رئيس قسم استراتيجيات الدخل الثابت في الأسواق الناشئة لدى بنك "مورجان ستانلي"، رؤية سلبية لتلك الأسواق لعدة أسباب من بينها احتفاظ مديري الصناديق الاستثمارية بالمراكز الشرائية حتى بعد هبوط مؤشر عملات الأسواق الناشئة إلى أدنى مستوى له في عام.
وذكر "لورد" في تقرير نُشر الثلاثاء أن البنك ما زال يتبنى رؤية سلبية تجاه الائتمان وأسعار الفائدة وأسعار صرف العملات، مشدداً على الاحتفاظ بالمراكز البيعية في غالبية الأسواق ذات الاستثمارات مرتفعة العائد بما في ذلك إندونيسيا وماليزيا، اللتين من المتوقع أن ينصب عليهم تركيز المستثمرين بشكل متزايد.
الفائدة الأمريكية وتأثيرها الواسع
بعد مرور خمس سنوات على قلق الأسواق وردة فعلها من خفض أو إنهاء السياسة التيسيرية للاحتياطي الفيدرالي وقتذاك وتأثير ذلك السلبي على الأصول الأعلى خطورة، تصطدم الأسواق الناشئة حالياً بتسارع وتيرة انخفاض السيولة مع اتجاه الاحتياطي الفيدرالي نحو تشديد سياسته النقدية.
ونتيجة توجه الاحتياطي لرفع الفائدة، زادت تكلفة التمويل عالمياً ملقية بظلالها على الدول التي تمتعت بوتيرة نمو اقتصادي أسرع من الدول المتقدمة.
ونجد أن الدول التي تمتلك أسسا اقتصادية ضعيفة هي الأعلى تأثراً، إذ رأينا بالأمس تراجعا حادا في الراند الجنوب إفريقي عقب صدور بيانات تفيد بدخول اقتصاد جنوب إفريقيا في حالة ركود.
كذلك الليرة التركية التي واصلت تراجعها وسط المخاوف من فشل البنك المركزي التركي في طمأنة المستثمرين بقرار رفع الفائدة أثناء اجتماعه الأسبوع المقبل، وانخفض البيزو الأرجنتيني، وسجلت الروبية الإندونيسية أدنى مستوياتها في عقدين رغم تكثيف جهود البنك المركزي لحماية العملة.
تأثر الأسواق المتقدمة
وذكرت تحليلات بنك "جيه بي مورجان" أنه تزامناً مع خفض المستثمرين لمشترياتهم من السندات المقومة بالعملة المحلية في الأسواق الناشئة، هناك مجال لتراجع الأسهم والسندات المقومة بالدولار الأمريكي والعملات الرئيسية الأخرى.
كما قال استراتيجيو "جيه بي مورجان" في مذكرة صادرة الجمعة الماضية، إن مديري صناديق السندات المقومة بالعملات المحلية للأسواق الناشئة هم المسؤولون عن تصحيح حركة هذه الأسواق مؤخراً.
حركة تصحيحية وتقليص الخسائر
أشارت التحليلات إلى احتفاظ مديري الصناديق بمراكزهم الشرائية في السندات المقومة بالعملات المحلية للأسواق الناشئة الشهر الماضي بعد بناء مراكز جديدة في يوليو/تموز، فعكست الأسواق خسائرها بشكل ملحوظ وربما يرجع ذلك إلى "التنازل" عن تلك المراكز.
على جانب آخر، ابتعد مديرو صناديق الأسهم عن التخارج، لكنهم اتجهوا أيضاً إلى بناء المراكز الشرائية في يوليو/تموز، بحسب "جي بي مورجان".
وأفادت التحليلات باستمرار عرض مديري صناديق الأسهم والسندات المقومة بالعملة الأجنبية في الأسواق الناشئة الأوراق المالية مرتفعة العائد خلال أغسطس/آب، مشيراً إلى أن الأسهم والسندات المقومة بالعملة الأجنبية أكثر عرضة للمخاطر حال تصاعد النزاعات التجارية بين أمريكا والصين في سبتمبر/أيلول الجاري.
هل يتوقف الاحتياطي الفيدرالي لبعض الوقت عن تشديد سياسته النقدية؟
توقع "كيم دو"، الرئيس المشارك لقسم استراتيجيات الأصول الآسيوية المتعددة لدى "بارنج أسيت مانجمينت"، حدوث اضطراب شديد في أسواق السندات ما لم يقلص الاحتياطي الفيدرالي من سرعة تشديد سياسته النقدية، لكنه استبعد حدوث ذلك.
وقال في مقابلة على تلفزيون "بلومبرج" إذا توقف الفيدرالي عن مواصلة مساره لفترة قصيرة سيكون أمراً جيداً للغاية للأسواق الناشئة، لكن من المتوقع رفع الفيدرالي الفائدة هذا الشهر، لكن في ديسمبر فلسنا متأكدين من ذلك، لكن حال توقف رفع الفائدة الأمريكية فإن ذلك يعد خبرا سارا بالتأكيد للأسواق الناشئة.