اكتب موضوعي هذا بعد مرور برهة من الدهر من حادثة جهيمان بن محمد بن سيف العتيبي في الحرم المكي وما نعايشه حاليا كان اشد قبل العام 1979
والبرهة هي من 30 الى 40 سنة كما سيتقدم في هذا الموضوع ..
ورد في الحديث الصحيح قوله عليه الصلاة والسلام :
"سيعوذ بمكة عائذ ، فيـُقتل ، ثم يمكث الناس برهة من دهرهم ، ثم يعوذ عائذ آخر ، فإن أدركته فلا تغزونه فإنه جيش الخسف"
وقد قال اتباع جهيمان في خطبتهم في الحرم المكي :
"واننا لم نجد لنا ملجأ في الأرض إلا هذا البيت العتيق لأننا نعلم أن الله يدافع عنه "
المشهد الأول:
رجل يعوذ بمكة فـيُـقتل بالحرم المكي
وقد حدث هذا عام 1979 كما سبق و ذكرنا في حادثة جهيمان، و قتل العائذ الأول محمد عبدالله القحطاني.
و تحقق هذا المشهد في الزمن الماضي القريب
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــ ـــــــــ
المشهد الثاني:
يمكث الناس برهة من دهرهم
ونحن الآن لا نزال نعيش في هذا المشهد في الزمن الحاضر
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــ ـــــــــ
المشهد الثالث:
ثم يعوذ عائذ آخر بالحرم المكي
لم يتحقق هذا المشهد المستقبلي بعد
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــ ـــــــــ
المشهد الرابع:
" فإن أدركته فلا تغزونه فإنه جيش الخسف"
وهذا أمر من رسول الله صلى الله عليه و سلم موجه للأفراد في العالم الإسلامي و لقوات الأمن داخل الحرم و خارجه وعناصر مكافحة الشغب و كل الذين سيدركون هذه الحدث يوصيهم بعدم اقتحام الحرم وعدم الانضمام للجيش الغازي القادم من الشام أو من الشرق
و في كل الأحوال أيا كانت الجهة التي سيأتي منها ذلك الجيش فسيخسف الله به الأرض
و الخسف هو أكبر العلامات التي ينتظرها عوام الأمة ليتأكدوا أن هذا العائذ الآخر هو المهدي والذي سيؤيده الله بنصره ولن يهزم بمعركة ، مهما حاولت وسائل الإعلام أن تشوه صورته، أو تعتم على خبر الخسف .
لكن قبل ذلك دعونا نحلل هذا الأثر لنتأكد من مصداقيته و أنه - حرفيا - من كلام النبي عليه الصلاة و السلام باللفظ و المعنى و ليس مجرد نقل للمعنى فقط قام به أحد الصحابة .
فهذا الأثر ذو سند حسن ، وهو أيضا محقق و صحيح تاريخيا ، ولكن هذان العاملان لا يكفيان لوحدهما كي نأخذ به ضمن منهجية النظرة البانورامية الشاملة التي نتبعها، فعليه أن ينسجم مع الحبل المنطقي الذي تشكل من الأحاديث الصحيحة السابقة
و كي نأخذ به يجب أن نتأكد أيضاً أنه تنطبع عليه البصمة البيانية للنبي الذي لا ينطق عن الهوى
وأنه صنع في معامل النبي العربي اللغوية و موشوم بختم من أوتي جوامع الكلم، و يستوفي معايير البلاغة الخاصة بالرسول عليه الصلاة و السلام
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــ ـــــــــ
لنقرأ مرة أخرى هذا الأثر
* سيعوذ بمكة عائذ فيقتل ثم يمكث الناس برهة من دهرهم ثم يعوذ آخر فإن أدركته فلا تغزونه فإنه جيش الخسف*
و لنسأل أنفسنا الآن هل هذا هو كلام النبي عليه الصلاة و السلام باللفظ و المعنى؟
دخول مباشر إلى الهدف، قمة البلاغة، لو حذفت حرف لأختلف المعنى، لو قدمت كلمة "عائذ" على كلمة "بمكة" لأختلف المعنى
أي لو قلت فرضا "سيعوذ عائذ بمكة" بدلا من "سيعوذ بمكة عائذ" سيختلف المعنى
لأن الغاية هي مكة وليس مكان آخر، فلا أهمية لأي عائذ الى غير مكة،
فالعنصر المفقود من معادلة جهيمان الذي يطبق نظرية القميص مسبق الصنع هو مكة من أجل ذلك جاء تقديم الجار و المجرور "بمكة" على الفاعل "عائذ"
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــ ـــــــــ
كما أنه لو استخدم كلمة أخرى غير اسم الفاعل "عائذ" أيضا لأختلف المعنى
سيتغير المعنى لو استخدم مثلا صيغة المبالغة من اسم الفاعل مثل عوّاذ - على وزن فعّال- أو معواذ -على وزن مفعال- أو غيرها
لأن العائذ بمكة سيعوذ لمرة واحدة فقط ، راغبا في ذلك و قاصدا مكة
وهذه المعاني لا يعطيها إلا الوزن - فاعل - أي: عائذ
و لو استخدم الرسول غير كلمة "عائذ " من الكلمات المتردافة أو الكلمات القريبة من المعنى مثل لاجيء، هارب، فار، مستنجد، لائذ أو غيرها ، أيضا لما تحقق المعنى المراد
لأنه سواء القحطاني أو المهدي فإنهما سيعوذان بالحرم والعوذ هو التوجه الى غاية ، لتحقيق امر ما ، وللتحصن من ردة فعل او خطر متوقع سيكون، و يعتقد الفاعل انه لن يحققها، ولن يتمكن من التحصن من ردة الفعل إلا فيها
لذا فإن عبد الله بن الزبير لم يكن عائذا أبدا بالحرم إنما كان هاربا ، لائذا و مستنجدا
كان هاربا من ملاحقيه، لائذا بالحرم، ومستنجدا بالله تعالى وبحرمة بيته الحرام
وهو لم يكن غريبا عن مكة بل ان حكمه فيها استمر سنوات وهذا بخلاف العائذين الأول و الثاني
فالناس بعد قتل العائذ الأول سينتظرون مدة زمنية ليست بالقصيرة
و استخدام الفعل "يمكث" وليس يلبث او يبقى او يظل او يستمر او ينتظر او غيرها هو إشارة إلى أنهم سيستمرون يرتقبون و ينتظرون حدوث أمر مرغوب
وفيه إيحاء أن الناس يأملون حدوث الأمر راغبين التخلص من تسلط الحكم الجبري وظلمه
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــ ـــــــــ
كما أنه لم يقدم كلمة "الناس" على الفعل "يمكث"
أي لم يقل: ثم الناس يمكثون ، بل قال: "ثم يمكث الناس" وهذا فيه إشارة إلى ان التركيز على مكث الناس و ليس على الناس أنفسهم
كما أنه ذكر الناس بـ ال التعريف ، ولم يقل ناس بدون ال التعريف أو أناس ، وهذا دليل ان رغبة الخلاص انغرست لدى الجميع
و هذا يؤكده أيضاً عدم استخدام كلمات مثل : قوم او جماعة او امة او غيرها بل الناس إي جميع بني ادم ، وفيه إشارة إلى أن الأرض امتلأت ظلما وجورا و الجميع يتوقون إلى الخلاص
البرهة هي فترة زمنية او حين من الدهر فيه دليل او برهان على حدوث تغيير و بما أنها مرتبطة هنا بالناس ، لذا فهي تعني الجيل أي البرهان الزمني لحدوث تغيير جوهري في الناس ، لذا فإن البرهة من دهر الناس تعدل 40 عاما
ولأنها جاءت نكرة دون ال التعريف حيث قال "يمكث الناس برهة من دهرهم" و لم يقل يمكث الناس البرهة من دهرهم ، فهذا فيه إشارة إلى أنها غير مكتملة أي قد تكون اقل بقليل من 40 عاما حوالي 39 عاما أو اقل من ذلك بعام .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــ ـــــــــ
ولأنه قال "من دهرهم" ولم يقل يمكث الناس برهة من الدهر ، فهذا فيه دليل على أن بعض الناس التي كانت زمن العائذ الأول ستدرك العائذ الأخر في حياتها
حرف العطف " ثم" هنا يعود إلى العائذ الأول أي المعنى هو
يعوذ بمكة عائذ فيقتل ثم يعوذ آخر
أي أن بين العائذين فترة زمنية ليست بالقصيرة تقاس بالسنين
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــ ـــــــــ
ولم يكرر هنا كلمة "العائذ" الدالة على الفاعل بل قال "ثم يعوذ آخر" بدل ان يقول ثم يعوذ عائذ آخر
وهذه تعني إن كلا العائذين بدعوى واحدة ورسالة واحدة متشابه ظاهريا لذا اكتفى عنه بضمير الفاعل المستتر
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــ ـــــــــ
كما انه لم يكرر مع العائذ الآخر كلمة " بمكة "
وهذا يعني أن الأول عاذ دون هداية ربانية ودون توكل فهو عاذ بمكة يقصد المسجد الحرام لا يقصد الكعبة اي بيت الله الحرام، إنما يقصد ان تكتمل معه كل عناصر المعادلة ، وهو يسير حسب نظرية القميص مسبق الصنع
لذا فإن أسلوب العائذ الأول هو أسلوب بعيد عن الحكمة و يستند الى الأمور المادية كحشد الأعوان وتجهيز السلاح ومحاولة إجبار الناس على التأييد
اما العائذ الآخر سيعوذ قاصدا بيت الله الحرام الموجود داخل مكة ولا يقصد مدينة مكة بذاتها فلن يحمل السلاح ولن يُجبر أحدا ولن يحشد الأعوان قبل العوذ بل سيبايع مكرهاً
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــ ـــــــــ
* فإن أدركته *
فيه إشارة لطيفة إلى أن الذي يُخبرُ بذلك الحديث لن يُدرك أمر العائذ الآخر بل ومن سيليه من أجيال كذلك ، ولكن لابد أن هنالك جيلا ما ممن سيُنقل لهم هذا الحديث هم سيشهدونه ويدركونه
* فلا تغزونه *
إذا أدركت أمر العائذ الثاني , ستشهد جيشا غازيا يريد القضاء على هذا ( الإرهابي ) , و سيتم دعوة المسلمين للالتحاق به عبر الإعلام ، و مفتي السلطان
و هنا إشارة إلى أن الجيش سيأتيه من مكان بعيد وليس من داخل مكة وسيتم الإعداد له جيدا فهو يقصد الغزو
فاحذر ان تكون من بينهم لأن هذا الجيش هو الجيش الذي سيخسف الله به الأرض
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــ ـــــــــ
* فإن أدركته فلا تغزونه فإنه جيش الخسف *
استخدام الضمير المتصل الهاء ثلاثة مرات في هذه الجملة هو في قمة البلاغة وجوامع الكلم وفصل الخطاب
"فإن أدركته فلا تغزونه فإنه جيش الخسف"
الهاء الأولى في كلمة "أدركته" هي للزمن الذي ستتم فيه البيعة
و الهاء الثانية في كلمة "تغزونه" هي للعائذ
و الهاء الثالثة في كلمة "فإنه" هي لغزاة العائذ
فكل هاء منها تعود على المعرف الأخير قبلها في جزالة وفصاحة تشع منها بصمة من أوتي جوامع الكلم
أي إن أدركت زمن بيعة العائذ الثاني فلا تنضم للجيش الغازي لذلك العائذ الثاني فإن الجيش الغازي هو جيش الخسف
لكن متى ندرك ذلك الزمن الذي ستحدث فيه بيعة العائذ الثاني؟
البرهة من دهر الناس ، كما سبق وشرحنا هي فترة زمنية تعادل جيل و تكون برهان على حصول تغيير أي حوالي 40 سنة
او أقل بقليل
وفي الحديث عن أنس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قال
لا عليكم أن لا تعجبوا بأحد ، حتى تنظروا بم يختم له ، فإن العامل يعمل زمانا من عمره ، أو برهة من دهره ، بعمل صالح لو مات عليه دخل الجنة ، ثم يتحول فيعمل عملا سيئا ، وإن العبد ليعمل البرهة من دهره بعمل سيئ ، لو مات عليه دخل النار ، ثم يتحول فيعمل عملا صالحا ، وإذا أراد الله بعبد خيرا استعمله قبل موته ، قالوا : يا رسول الله وكيف يستعمله قال : يوفقه لعمل صالح ثم يقبضه عليه
رواه البيهقي
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــ ـــــــــ
فنجدُ أنّ النبيّ صلّى الله عليه وسلّم ذكر لفظة البرهة من الدهر كقطعة طويلة من عمر الإنسان يكون فيها عمله الذي هو مكلّف به
وهذا يقرّبُ لنا أكثر مفهوم لفظة البرهة عند النبي
فسن التكليف يبدأُ بالرّشد ، والرّشد يبدأ مابين 14 سنة - 18 سنة
ومتوسّط عمر الإنسان من أمة محمد هو 63 سنة ، وهو عمر النبي عليه الصلاة و السلام عندما حضرته الوفاة
لذلك البرهة من دهر الإنسان في هذا الحديث تشير إلى مدة زمنية أقل بقليل من 63 - 18 أي أقل من 45 سنة
و الرأي الأشهر أن البرهة من دهر الإنسان هي تعادل جيل و الجيل يعدل 40 سنة
فاليهود بقوا في صحراء التيه 40 سنة حتى تغير الجيل القديم
ولأن كلمة "برهة من دهرهم" جاءت نكرة فالمدة قد تكون غير مكتملة و أقصر بقليل من 40 سنة
أي بين (39-40) سنة
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــ ـــــــــ
لذلك المهدي -والله أعلم - متوقع أن يبايع في عام 1979 + (39-40) سنة شمسية
أي في عام 2018 أو 2019 ميلادي كحد أقصى
أو في عام 1400 + (39-40 ) سنة قمرية أي في عام 1439 -1440 هجري الموافق ل 2017 - 2018 ميلادية
من عايش تلك الفترة 1979 وماقبل يدرك جيدا حجم الفساد والانسلاخ من الدين الذي كانو عليه .. فكان المسلمون يعيشون حالة من الاحباط المنكرات في كل مكان واليهود قامت لهم دولة في القدس من عشرين سنه فلا مفر من ان يدركو انهم فعليا في اخر الزمان
وبعد مانعايشه الان من مظاهر الفساد المستشري في مجتمعنا .. فهل نقول اننا مقبلون على مرحلة تجديد واصلاح لما حل بالناس في دينهم ؟
اترك الرأي لمن كان له قلب اوالقى السمع وهو شهيد ..