يا مُوعِدي القتلَ ظلماً، لقد خالفَتْكَ في الخنجر كفَّيكا
ما خنجرٌ يقتلني سيـــدي أُقتلُ من تفتيــــر عينــيكـــا
يا من دعا قلبي إلى حبــه فقلتُ: لبَّيكَ وسعديـــــــــكا
هبْ لي –ولا تبخل-ياسيدي فترةً ما بين فخـــــــذيكا!
ثمَّ تواصلا، فحادثه أبو نواس، ودعاه للسكر فأسكره وفعل به ما فعل
يذكر أن أبا نواس وهو في زيارة للخليفة هارون الرشيد
أُعجب بغلام جميل لدى الرشيد، وطلب أن يبيت عند الخليفة في تلك الليلة
فأمر الخليفة بأن يبيت أبو نواس على الأرض والغلام (أبو طوق) على السرير
لكن عندما أتى الصباح قدِم الخليفة
فوجد أبا نواس والغلام معا على السرير
وعندما سأله الرشيد غاضبا عن سبب عدم إطاعته لأوامره
أجابه أبو نواس قائلا "هزّني الشوق إلى أبي طوق.. فتدحرجت من أسفل إلى فوق
قال أبو نواس دعاني يوما بعض الحاكة ، وألح علي ليضيفني في منزله ، ولم يزل بي حتى أجبته ، فسار إلى منزله وسرت معه ، فإذا منزل لا بأس به ، وقد احتفل الحائك فلم يقصر ، فأكلنا وشربنا ، ثم قال : يا سيدي ، أشتهي أن تقول في جاريتي شيئا من الشعر وكان مغرما بجارية له قال أبو نواس فقلت : أرنيها حتى أنظم على شكلها ، وحسنها . فكشف عنها الحجاب ، فإذا هي من أسمج خلق الله وأوحشهم ، سوداء شمطاء ديدانية يسيل لعابها على صدرها فقلت لسيدها : ما اسمها ؟ فقال : تسنيم . فأنشأت أقول
أســـهر ليــلي حــب تســنيم ~~ جاريــة فــي الحســن كـالبوم
كأنمــــا نكهتهـــا كـــامخ ~~ أو حزمــة مــن حــزم الثـوم
وضـرطت مـن حـبي لهـا ضرطة ~~ أفــزعت منهــا ملــك الــروم
قال : فقام الحائك يرقص ويصفق سائر يومه ، ويفرح ويقول : شبهها والله بملك الروم .