الحمد لله رب العالمين، وصلى الله على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد:
المنافقون بيننا يوجدون عندما يكون للدين قوة، أما في مرحلة الاستضعاف فإن الكافر يعلن عن كفره لأنه لا يخشى شيئً فيعلنها صراحه. لذلك نزول قوله تعالى: يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ [التوبة : 73]. وأنه عليه الصلاة والسلام بعد نزول الأمر بالإغلاظ على المنافقين كان الحال قد تغير. فكشف مؤامرات المنافقين، والترصد لهم، والحذر منهم كما أمر الله: هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ [المنافقون: 4]، أصبح امر حتمى على كل مسلم.
السؤال هنا كيف تعرفهم هنا؟
بكل بساطه عندما يطرح اى موضوع فيه خير او نصح او توجيه للمسلمين تجدهم تثور ثائرتهم فيقومون بحرف الموضوع تاره وتاره بالتحول لشخص الكاتب بدلا من الموضوع وتاره اخرى عندما لا يستطيعون رفض الحق لانكشاف امرهم فانه يتحججون بعدم قبول الحق لان الاسلوب لم يناسبهم ويريدون تفصيل أسلوب خاص بهم او انهم لن يقبلوا ما يرد اليهم من حق ولو أستطاعوا قلب الحق باطل لفعلوا وهم الى الباطل اقرب ومازالوا يفعلون لو مكن لهم وتاره اخرى يتهمون صاحب الموضوع انه غير مؤهل للدعوه الى اخره من وسائل التثبيط وتاره اخرى يقولون ان الدعوه محصوره باناس معينين فقط ونسو حديث في صحيح البخاري يقول صلى الله عليه وسلم (بلغوا عني ولو آية).
وعليه وجب تحذير الاخوه من هكذا توجهات فالحق بين والباطل بين ويفرح الداعية بثمرات أياديه، ولكن لا يتطلبها كجهده الدعوي، ولا يقارن النتائج بالمقدمات المبذولة، بل يتوكل ويجتهد ويحتسب، وهو مأجور على كل حال.