بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين من فضلكــ لآ تدع الشيطان يمنعك .. ردد .. معــي .. سُبْحانَ اللهِ وَالْحَمْدُ للهِ وَلا اِلـهَ اِلاَّ اللهُ وَاللهُ اَكْبَرُ
شرح حديث ( نعم الأُدم الخل نعم الأُدم الخل...) من رياض الصالحين للعثيمين رحمه الله
عن جابر رضي الله عنه أن النبي ص لى الله عليه وسلم سال أهله الأُدمَ فقالوا: ما عندنا إلا خل فدعا به فجعل يأكل ويقول: ( نعم الأُدمُ الخل نعم الأُدمُ الخل ) . رواه مسل
الشـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــرح :
ذكر المؤلف في مدح الطعام والثناء عليه حديث جابر رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم سأل أهله الأدم فقالوا: ما عندنا شيء إلا الخل والخل عبارة عن ماء يوضع فيه التمر حتى يكون حلوا فجيء إليه بالخل يأتدم به يعني يغط فيه الخبز ويأكله ويقول: نعم الأدم الخل نعم الأدم الخل وهذا ثناء على الطعام لأن الخل وإن كان شرابا يشرب لكن الشراب يسمى طعاما قال الله تعالى: فَمَن شَرِبَ مِنْهُ فَلَيْسَ مِنِّي وَمَن لَّمْ يَطْعَمْهُ فَإِنَّهُ مِنِّي وإنما سمى طعاما لأن له طعما يطعم وهذا أيضا من هدى النبي صلى الله عليه وسلم أنه إذا أعجبه الطعام أثنى عليه وكذلك مثلا لو أثنيت على الخبر قلت نعم الخبز خبز فلان أو ما أشبه ذلك فهذا أيضا من سنة الرسول صلى الله عليه وسلم.
وكان يأكل الخبز مأدوما ما وجد له إداما فتارة يأدمه باللحم .. وتارة بالبطيخ ، وتارة بالتمر ... وتارة بالخل ، ويقول : " نعم الإدام الخل " وهذا ثناء عليه بحسب مقتضى الحال الحاضر لا تفضيل له على غيره كما يظن الجهال ، وسبب الحديث أنه دخل على أهله يوما فقدموا له خبزا فقال هل عندكم من إدام قالوا ما عندنا إلا خل فقال " نعم الإدام الخل " .
وكان يمدح الطعام أحيانا كقوله لما سأل أهله الإدام فقالوا : ما عندنا إلا خل ، فدعا به فجعل يأكل منه ويقول " نعم الأدم الخل " ، وليس في هذا تفضيل له على اللبن واللحم والعسل والمرق ، وإنما هو مدح له في تلك الحال التي حضر فيها ، ولو حضر لحم أو لبن كان أولى بالمدح منه ، وقال هذا جبرا وتطييبا لقلب من قدمه لا تفضيلا له على سائر أنواع الإدام . " زاد المعاد "
السؤال الذي يطرح نفسه هل ما نجده في الأسواق هو ذلك الخل الذي نتأمل منه كل هذه الفوائد العلاجية؟
ذكر الأستاذ الدكتور/ طه ابراهيم خليفة أستاذ النباتات الطبية والعقاقير بجامعة الأزهر و عميدها السابق إن معظم الخل الموجود في الأسواق هو حمض الخليك الكيميائي أو مشتق منه
ويجب الانتباه إلى أن هذا الخل إن كان كيميائياً فإن أضراره أكثر من فوائده وخاصة تأثيره الضار على الغشاء المعدي ( الجدار المعوي) وقد يصيب مستخدميه بتقرح في الأمعاء والمعدة وخاصة إن لم يمدد بكمية كافية من الماء الذي يقلل من حموضته.
إذا الخل المذكور في كتب السنة والكتب العلمية ليس هذا الخل الكيميائي إنما هو ذلك الخل الطبيعي المستخلص من التفاح والعنب مع تفضيل خل التفاح على خل العنب لما لفوائده العلاجية. قال تعالى : ( إِنَّ اللَّهَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى النَّاسِ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَشْكُرُونَ ) الحمدلله والشكر لله و رزقنا الله و إياكم من فضله