هوّني عليك يا نفس فلستِ مشغولة بلهو أو باطل بل بطاعة و برّ و دعوة و خير...
وتمضي الأيام.. بعدها بدأ قلبي يقسو و نورُه يخبو فأشعر أني أتراجع... يضعف إيماني... و تزداد غفلتي
و لا زلت أقول لنفسي: "لا عليك فأنتِ معذروة و ربك يعلم حالك و أشغالك"...
ويومًا ذُهلت حين تأملت قول ربي...
"علم أن سيكون منكم مرضى و آخرون يضربون في الأرض يبتغون من فضل الله و آخرون يقاتلون في سبيل الله"... نعم يارب ..
قد علمتَ حالهم و أمراضهم و أشغالهم في أسفارهم أو انهماكهم في حرب عدوهم فبمَ توصيهم؟
"فاقرءوا ماتيسر منه"...
عجباً !!
فما هو عذري أنا ؟!!!!!
لا أخفيك ...
خجلت من نفسي كثيراً..
أيعقل أن أجد وقتًا لكل الأشياء و لا أجد نصف ساعة لتلاوة وردي ؟؟
حينها فقط علمت كم كنت أكذب على نفسي !!
و كان قرارًا حاسمًا غيّر مجرى حياتي
و أعاد إليها النور من جديد... كلما هممتُ أن أحمل مصحفي توافدت أعذاري؛ فـلاح لي قول ربي: "فَاقْرَءوا مَاتَيسّرَ مِنْه"..
وكلما تزاحمت أشغالي فلا أدري أيّها خيرٌ لي بدا لي قول ربي: "هُو خَيرٌ مِمّا يَجْمَعُون"..
"فَاقْرَءوا مَاتَيسّرَ مِنْه"... لاتنسى هذه الآية كل ما انشغلت.