كان فيه أسرة مكونة من زوج و زوجته وعدد من البنات الصغار وطفل ولد عمره 4 سنوات . شاءت ارادة الله أن تمرض الأم لفترة قصيرة ثم تموت . حزنت العائلة بما فيهم الولد الصغير صاحب 4 سنوات الذي لا يفهم معنى الموت سوى أن أمه قد ذهبت و لن تعود اليهم أبدا . في يوم من الأيام دخل الطفل الصغير غرفة أمه كما هي العادة ولكنه وجد هذه المرة مشط تسريح شعر أمه و قد إمتلىء المشط بشعر أمه ,قام الطفل بإخراج شعر أمه من المشط وجمعه ثم لفه في قطعة قماش و أخفاها .
بعد أيام قال أبو العائلة لصغاره إنه يريد أن يذهب بهم للبر , فرح الطفل الصغير أيما فرح وهو يسمع ابوه يخبرهم بأنهم سيذهبون للبر بعد صلاة الجمعة .
ركبت العائلة بالسيارة و إنطلقوا للبر
في البر نزلوا و صار ت البنات تلعب بينما الولد الصغير ذهب بعيداً عنهم وجلس يعبث بالأرض . بعد فترة ذهبت البنات الى حيث كان الولد الصغير . وجدوه يحفر حفرة صغيرة في الأرض . سألوه ماذا تفعل ؟ وما الشيء الذي في يدك ؟ فتح قطعة القماش التي بيده و قال : هذا شعر أمي أبي أزعه حتى تنبت أمي .
كبر الطفل الصغير وتوظف وتزوج و أنجب أطفال وما زالت حسرة فقده لامه في قلبه .
رغم كبر عمره الرجل الا أنه حاول أن يعيش و كأن أمه موجودة .
كان جده لآمه مازال حياً و يمتلك مزرعة و بعض الأرضي . وفي يوم قال الرجل لجده , ربي يعطيك الصحة و العافية ياجدي , أنت تعرف ياجدي أن أمي قد ماتت من مدة طويلة وليس لها الحق في ميراثك من بعد عمر طويل , لكن ياجدي أتمنى تساعدني . أريد منك يا جدي أن تحدد الأرض التي كانت ستأرثها أمي لو بقيت لبعدك ,
وأريد أن تضع هذه الأرض عند عدد من مكاتب العقار و إذا وقف السوم أشتريها أنا منك بأعلى منه .
وفعلاً اشتراء الرجل الأرض ودفع كامل مبلغها , ثم عمل عليها مزرعة وسورها وكتب على سورها بخط كبير.
" مزرعة أمي " صارت كل إجتماعات الرجل مع أقربائه من جهة أمه تمم في " مزرعة أمي "
وصار الإسم يتكرر كل إسبوع تقريباً
كبر الرجل وأصبح لديه أولاد وبنات كبار ولديه أحفاد . وفي يوم حدث الرجل أبناءه قائلاً إسمعوا جيداً " مزرعة أمي " هي أقل من ثلث ما أملك وقد جعلتها
وقف أجرها لامي تكون لاجتماعات ذريتها على الدوام . وستبقى إلى الأبد
المواضيع المتشابهه 
أنتم مدعوون لسماع قصتي الحقيقة " الجزء الثاني " 
العرض الشجري
