ومع إنكار العديد من الأطباء لكون إدمان الإباحيات ومايتبعه من إستمناء ( عادة سرّية )
يؤثر على كيمياء المخ وبالتالي يؤدي إلى الاعراض المذكورة اعلاه
قام الدكتور غاري ويلسون والعديد من الباحثين الغربيين بالتصدي لمثل هؤلاء الأطباء والعلماء الذين يذكروننا بالعلماء والأطباء الذين انكروا لسنوات عديدة أن التدخين مضر للصحة!
ومع الأبحاث الحديثة ثبت علميا وقطعيا تأثر الإباحيات على دماغ المدمن بتأثير يشابه إدمان المخدرات
لأن المخدرات والمواد الإباحية تؤثر على نفس المراكز في المخ ومنها مركز للمكافأة
والفص الجبهي المسؤول عن التحليل والإستراتيجيات واتخاذ القرار وضبط ردود الأفعال
لذلك ينشأ عن ضعف وضيفة الفص الجبهي بسبب الإدمان الإباحي عدم القدرة على التخطيط السليم وعدم ضبط الانفعالات ( غضب تهور الخ)
وبسبب غمر المخ بمادة الدوبامين تصبح جميع المسرات والأمور المبهجة العادية والطبيعية عند المدمن غير سارّة
لأنه بسبب الادمان والتعود على افراز كمية هائلة من الدوبامين ( الدوبامين يعدك بالمسرّة وهو الذي يجعل المدمن يبحث ويبحث ويبحث ولا يشبع من المقاطع وفي كل مرة يصبح عنده تعود ويريد مشاهدة امور كان يستقبحها الشخص بالماضي)
تصبح جميع الأمور غير مبهجة فالمخ لا يريد الا الشيء الذي يفرز الدوبامين بكمية هائلة وهو الإدمان
ومع نهاية البحث والإستمناء تأتي المسرّة بإفراز المواد الافيونية بالدماغ
ولكنها مسرّة وسعادة مؤقتة يعقبها تقلّب شديد في المزاج واكتئاب وقلق نفسي متعدد
والأمر السعيد في الموضوع
والذي رصده الدكتور غاري ولسون لمدة تزيد على عشر سنوات
هو أنه بالإقلاع التام عن مشاهدة الأفلام الإباحية والعفة التي أمرنا بها الله عز وجل
تبدأ رحلة العودة للتعافي
وتبدأ الأحاسيس الإنسانية وحب الناس والرغبة في علاقات طبيعية
وانضباط المزاج والتحكم بالإنفعالات
وعودة النشاط الجنسي لطبيعته
كل هذه الأمور تحدث تدريجيا وعلى فترات تختلف باختلاف الناس وتأثير الإدمان عليهم
فالكثير للأسف بدأ من مرحلة المراهقة والطفولة وبداية تكون الدماغ
فيحتاج لفترة اطول لتصحيح الخلل الذي احدثه في جسده
ولكن رحلة التعافي هذه تحتاج لعزيمة وصبر وترك كامل لهذه المواد الإباحية وترك كامل للإستمناء
وفي النهاية لتمنى من مل قلبي أن نكافح هذا الإدمان المسكوت عنه
والذي يحول المجتمعات والناس لمخلوقات عديمة الإحساس تبلّدة شبهها الدكتور غاري ويلسون بالزومبي
لا ترغب في التواصل الإنساني وليس لديها مشاعر حب وليس لديهم ضبط لانفعالاتهم
ناهيك عن تغيير هذه المواد لميول الإنسان واخذه لمستنقع الشذوذ والإنحطاطات بكافة اشكالها
واتمنى وجود حملة توعوية شاملة في المجتمع السعودي والعربي لتوضيح اضرار هذا الادمان وتأثيره على البشر وقد يكون هو المسؤول عن العديد من الجرائم
كونه يؤثر على مراكز اتخذاذ القرار او ( مكابح الدماغ )
المسؤولة عن ردع الإنسان عن القيام بالأمور المتهورة .