بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله محمد وعلى آله وصحبه أجمعين من فضلكــ لآ تدع الشيطان يمنعك .. اذْكُرُوا اللَّهَ .. سُبْحانَ اللهِ وَالْحَمْدُ للهِ وَلا اِلـهَ اِلاَّ اللهُ وَاللهُ اَكْبَرُ ردد .. معـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــي..
قال الشيخ ابن عثيمين ـ رحمه الله ـ: إذا ترك صلاة الجماعة تهاوناً بدون عذر ثم صلى منفرداً، فإن شيخ الإسلام ابن تيمية ـ رحمه الله ـ يرى أن صلاته باطلة؛ لأنه يرى أن الجماعة شرط لصحة الصلاة، وشيخ الإسلام ابن تيمية ـ رحمه الله ـ كل يعلم منزلته في العلم والأمانة والدين والفهم، فقوله قوي، لكنه ضعيف من وجه، وذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (صلاة الجماعة أفضل من صلاة الفذ بسبع وعشرين درجة)، وهذا يدل على أن صلاة المنفرد صحيحة، وإلا لما كان لها فضل، فرأي شيخ الإسلام في هذا ضعيف، والصواب: أن صلاة الجماعة واجبة وليست شرطاً لصحة الصلاة، وأن من لم يصل مع الجماعة فهو آثم، عاصٍ لرسول الله صلى الله عليه وسلم، حتى قال الرسول صلى الله عليه وسلم: (أثقل الصلوات على المنافقين صلاة العشاء وصلاة الفجر، ولو يعلمون ما فيهما لأتوهما ولو حبواً) مشابهٌ للمنافقين الذين تثقل عليهم الصلوات،. انتهى
حكم الصلاة في البيت لمن يسمع الآذان
س : هل تصح الصلاة في المنزل إذا سمعت الأذان ولم أذهب إلى المسجد،
أم لا بد أن تكون الصلاة في المساجد؟
ج : الواجب أن تؤدي الصلاة في المساجد مع إخوانك المسلمين لأن الرسول – صلى الله عليه وسلم- قال: (من سمع النداء فلم يأت فلا صلاة له إلا من عذر)، وجاءه رجل أعمى فقال: يا رسول الله، ليس لي قائد يقودني إلى المسجد، فهل لي من رخصة أن أصلي في بيتي، فقال له – صلى الله عليه وسلم -: (هل تسمع النداء بالصلاة، قال: نعم، قال: فأجب)، فهذا أعمى ليس له قائد يلائمه ومع هذا أمره النبي بالإجابة ولم يرخص له، فكيف بحال القادر البصير، فاتق الله أيها السائل واحذر من التساهل والمشابهة بأهل النفاق، واختلف العلماء: هل تصح في البيت؟ على قولين:
أحدهما: أنها تصح مع الإثم، وهذا هو الصواب تصح مع الإثم. والصواب: أنها لا تصح، وأن عليه أن يصلي في الجماعة، ولا تصح صلاته من دون الجماعة، ولكن القول الأول أصح، أنها تصح ولكن يأثم وعليه التوبة إلى الله، وأن يستقيم على أدائها في الجماعة، والله المستعان. الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن باز
كما سئل الشيخ بن باز رحمه الله : ما حكم صلاة الفريضة في المنزل من شخص يدرك فضل صلاة الجماعة، ولكن يصلي في بيته كثيرًا وقل ما يذهب إلى المسجد؟
صلاة الرجل مع إخوانه في الله في الجماعة في بيوت الله ، وهي المساجد واجبة مع القدرة في حق من يسمع الأذان؛ لقول الله : وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ [البقرة:43] والمعنى صلوا مع المصلين. ولقوله سبحانه: فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ رِجَالٌ لَا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ [النور:36-37]. ولقول النبي صلى الله عليه وسلم : من سمع النداء فلم يأت، فلا صلاة له إلا من عذر قيل لابن عباس رضي الله عنهما: ما هو العذر؟ قال: "خوف أو مرض"، وروى مسلم في صحيحه أن رجلا أعمى قال يا رسول الله: ليس لي قائد يقودني إلى المسجد فهل لي من رخصة أن أصلي في بيتي؟ فقال له النبي صلى الله عليه وسلم : هل تسمع النداء للصلاة؟ قال: نعم، قال: فأجب، وروى مسلم في صحيحه أيضا عن عبدالله بن مسعود أنه قال: "من سره أن يلقى الله غدًا مسلمًا فليحافظ على هؤلاء الصلوات حيث ينادى بهن، فإن الله شرع لنبيكم سنن الهدى، وإنهن من سنن الهدى، ولو أنكم صليتم في بيوتكم كما يصلي هذا المتخلف في بيته لتركتم سنة نبيكم ولو تركتم سنة نبيكم لضللتم، ولقد رأيتنا وما يتخلف عنها إلا منافق معلوم النفاق، ولقد كان الرجل يؤتى به يهادى بين الرجلين حتى يقام في الصف"، والأحاديث في هذا المعنى كثيرة.
ووصيتي لكل مسلم أن يتقي الله، وأن يحافظ على الصلاة في الجماعة، وأن يحذر التشبه بالمنافقين في التخلف عنها. وفقني الله وجميع المسلمين لما فيه رضاه والسلامة من أسباب غضبه إنه سميع قريب. والله أعلم.