تتعمد الإعلانات لكثير من الشركات والقطاعات الخدمية إظهار زوج سعودي أو غير سعودي (على أنه سعودي) ومعه زوجته كاشفة الوجه؛ لترسيخ مفهوم جواز كشف الوجه ..
وطبعًا المكياج ما يحتاج ..
هذه ليست إلا خطوة ..
والخطوة التي بعدها في إعلانات بعض الشركات والقطاعات الأخرى إظهار خصلات من الشعر مع الوجه ..
ولا تسأل عن انتقاء عينات ذات مظهر جذاب لأداء هذه المهمة ..
وطبعًا كانوا في البداية يقولون: إن مسألة الوجه فيه خلاف .. ثم تطور الوضع إلى مراحل أبعد
مع أن:
جميع العلماء لا يجيزون وضع المكياج لمن تكشف وجهها
جميع العلماء لا يجيزون كشف الوجه عند خوف الفتنة
جميع العلماء يرون أن تغطية الوجه أفضل من كشفه
جميع الأديان السماوية لا تجيز إظهار شيء من الشعر أو الرقبة أو حتى الرِّجل .. بل في التوراة والإنجيل نصوص تدل على أن النساء اليهوديات والنصرانيات كن يسترن وجوههن
جاء في سفر التكوين الإصحاح 24 الفقرة 65 في ذكر قصة زواج إسحاق من رفقة (( وَقَالَتْ لِلْعَبْدِ: «مَنْ هذَا الرَّجُلُ الْمَاشِي فِي الْحَقْلِ لِلِقَائِنَا؟» فَقَالَ الْعَبْدُ: «هُوَ سَيِّدِي». فَأَخَذَتِ الْبُرْقُعَ وَتَغَطَّتْ ))
ومعلوم أن البرقع غطاء للوجه وهذه التي تغطت من إسحاق أصبحت زوجته لاحقاً
وفي سفر التكوين الإصحاح 38 الفقرة 14 (( فَخَلَعَتْ عَنْهَا ثِيَابَ تَرَمُّلِهَا، وَتَغَطَّتْ بِبُرْقُعٍ وَتَلَفَّفَتْ، وَجَلَسَتْ فِي مَدْخَلِ عَيْنَايِمَ الَّتِي عَلَى طَرِيقِ تِمْنَةَ، لأَنَّهَا رَأَتْ أَنَّ شِيلَةَ قَدْ كَبُرَ وَهِيَ لَمْ تُعْطَ لَهُ زَوْجَةً ))
هذه المذكورة هي ثامار زوجة ابني يهوذا النبي.
وهناك نصوص أخرى لم أذكرها لأن المقام مقام إيجاز
والنصارى لا ينكرون أن بني اسرائيل الأوائل كانوا مكلفين بهذه التكاليف، ولكنهم يؤمنون بأن بولس قد أسقطها عنهم الشريعة كلها وجعلها على التخيير لا على الوجوب، وهذا من إفكهم وكذبهم.
وتنازل اليهود والنصارى عن حجاب نسائهم شيئًا فشيئًا حتى صار ما نرى اليوم من المسخ الشيطاني للنساء اللواتي كان جمالهن في العفاف والحياء.
ولم يزد شياطين الشهوات من الرجال على أن نقلوا المرأة من الاستعباد البشري الذي وقع عليها في بعض العصور إلى جعلها دمية يلعب بها الرجال بكلماتهم، ثم نزواتهم.
آسى وأنا أنظر إلى بعض الفتيات يتأنقن في وضع غطاء الرأس برخاوة على رؤوسهن مبديات بعض خصلات شعورهن .. وتلك الفتيات وإن كن قلة ولله الحمد .. لكننا نخاف من مستصغر الشرر الذي قد يتحول إلى ألسنة من اللهب ..
وأهيب بأخواتي المسلمات بالحفاظ على حجابهن في وقت يشهد فيه العالم الإسلامي رجوعًا إلى الحجاب ورفضًا لمذهب الغرب العاري ..