بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله محمد وعلى آله وصحبه أجمعين من فضلكــ لآ تدع الشيطان يمنعك .. ردد .. معــي .. سُبْحانَ اللهِ وَالْحَمْدُ للهِ وَلا اِلـهَ اِلاَّ اللهُ وَاللهُ اَكْبَرُ ردد .. معـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــي..
فهذا دعاء عظيم ثابت عن رسول الله-صلى الله عليه وسلم- ، احرص على أن تدعو به باستمرار: كان الرسول صلى الله عليه وسلم يدعو : ( اللهم إني أعوذ بك من التردي ، والهدم ، والغرق ، والحريق ، وأعوذ بك أن يتخبطني الشيطان عند الموت ، وأعوذ بك أن أموت في سبيلك مدبراً ، وأعوذ بك أن أموت لديغاً ). رواه أبو داود والنسائي وزاد في رواية أخرى " الغم ". وصححه العلامة الألباني.
(التردي) : هُوَ السُّقُوط مِنْ الْعَالِي إِلَى السَّافِل. (الهدم) : أن يُهْدم عليه بناء. (الغرق) : أي: في الماء. (الحريق) : أي: بالنار. (أن يتخبطني الشيطان عند الموت) : أي: أن يستولي عليه الشيطان عند مفارقته الدنيا فيضله ويحول بينه وبين التوبة. (لديغا) : من اللدغ وهو يستعمل في ذوات السم من العقرب والحية.
قال في "مرعاة المفاتيح" : (( قال التوربشتي : إنما استعاذ من هذه البليات مع ما وعد عليها من الشهادة لأنها محن مجهدة مقلقة لا يكاد واحد يصبر عليها ويثبت عندها أو يذكر عند حلولها شيئًا مما يجب عليه في وقته ذلك ، وربما ينتهض الشيطان عنه فرصة لم يكن لينال منه في غيرها من الأحوال ، أي فيحمله على ما يضر بدينه ، ثم إنها تفجأ عليه فتتضمن الأسباب التي ذكرناها في موت الفجاءة .
وقال الطيبي : استعاذ منها مع ما فيها من نيل الشهادة لأنها في الظاهر مصائب ومحن وبلايا كالأمراض السابقة المستعاذ منها ، وأما ترتب ثواب الشهادة عليها فللبناء على أن الله تعالى يثيب المؤمن على المصائب كلها حتى الشوكة يشاكها ومع ذلك فالعافية أوسع ، ولأن الفرق بين الشهادة الحقيقية وبين هذه الشهادة أن الشهادة الحقيقية متمنى كل مؤمن ومطلوبة وقد يجب عليه توخي الشهادة والتحري لها والتجرؤ فيها، بخلاف التردي والحرق والغرق ونحوها فإنه يجب التحرير عنها ولو سعى فيها عصى . وقيل : في الحقيقة الاستعاذة ترجع إلى وقوعها من حيث الإخلال بالدين والاستعاذة من المحن والمصائب كلها إنما هي من حيث احتمال الجزع والشكوى مع كونها سببًا للكفارة من الذنوب ورفع الدرجات))اهـ.
فاحرص –يا رعاك الله تعالى- على الدعاء به ، فهو دعاء جامع في حفظ الإنسان وبدنه من هذه الشرور. والله خير حافظا وهو أرحم الراحمين. والحمد لله رب العالمين. فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ ۖ إِنَّكَ عَلَى الْحَقِّ الْمُبِينِ