هذا على أرض، وذاك على عرض!
بكت بعض المتصهينة العميل أحمد الجلبي ورثته، فقال أحدهم ساخرًا: هذا رثاء لا يشبهه إلا رثاء داود اللمبجي!
وداود اللمبجي -أجارنا الله وإياكم من معرفة أمثاله- كان قوّادًا في بغداد، وكان من سوء حظه أن جنازته خرجت من سوق البغاء وحولها المومسات ينحن ويندبن ويلطمن، فاستدعى هذا المشهد انتباه الشاعر الشعبي العراقي الملا عبود الكرخي، والذي كان جالسًا في مقهى في ميدان بغداد، فسأل عن هذه الجنازة الغريبة، فقيل: القوّاد اللمبجي مات، وهؤلاء مومساته يبكين عليه!
لحظتئذ شرع الملا عبود بكتابة قصيدة ساخرة في رثاء هذا القوّاد؛ صارت فيما بعد سببًا لتطبيق المثل العراقي: "العار عمره طويل"! إذ إنّه بقصيدته هذه قد خلّد اسمه ومهنته في الذاكرة الشعبية!
يقول الملا عبود ساخرًا:
مات اللمبجي داود وعلومه = قوموا اليوم دنعزّي فطومه..
مات اللمبجي داود وَيْهوّه = ويهوّه عليكم يهل المروّة
ويلي شلون شبت نار بفؤادي = وأعزي كلياج بغدادي !
داود ما ظِن بعد إله َجيّه = مات عيني ***
والقصيدة طويلة، وهي من الأدب الشعبي قليل الأدب .