بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين من فضلكــ لآ تدع الشيطان يمنعك .. اذْكُرُوا اللَّهَ .. سُبْحانَ اللهِ وَالْحَمْدُ للهِ وَلا اِلـهَ اِلاَّ اللهُ وَاللهُ اَكْبَرُ
شرح حديث ( ألا أخبركم بأهل النار ،كل...) من رياض الصالحين للعثيمين رحمه الله
عن حارثة بن وهب رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقولُ:
(( ألا أخبركم بأهل النار، كل عُتُلٍّ جواظٍ مُستكبرٍ)) متفق عليه. وتقدم شرحُه في باب ضعفة المسلمين. الشـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــرح هذه أحاديث ساقها المؤلف النووي رحمه الله في كتاب رياض الصالحين في باب تحريم الكبر والعجب، وقد سبق لنا الكلام على الآيات الواردة في هذا، وكذلك الكلام على الأحاديث التي ذكرها المؤلف رحمه الله تعالى في هذا الباب. ثم ذكر المؤلف رحمه الله أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((ألا أخبركم بأهل النار)) ، وهذا من الأسلوب الذي كان النبي صلى الله عليه وسلم يستعمله، أن يورد الكلام على صيغة الاستفهام، من أجل أن ينتبه المخاطب ويعي ما يقول، فهو يقول (( ألا أخبركم)) ، الكل سيقول نعم أخبرنا يا رسول الله . قال: (( كل عتلًّ جواظٍ مستكبر)). العتل : معناها الشديد الغليظ، ومنه العتلة التي تحفر بها الأرض، فإنها شديدة غليظة، فالعتل هو الشديد الغليظ، والعياذ بالله. الجواظ: يعني أنه فيه زيادة من سوء الأخلاق. و المستكبر- وهذا هو الشاهد-: هو الذي عنده كِبر والعياذ بالله وغطرسة، وكِبر على الحق ، وكِبر على الخلق، فهو لا يلين للحق أبداً، ولا يرحم الخلق والعياذ بالله. هؤلاء هم أهل النار، أما أهل الجنة فهم الضعفاء المساكين الذين ليس عندهم ما يستكبرون به؛ بل هم دائماً متواضعون ليس عندهم كبرياء ولا غلظة؛ لأن المال أحياناً يفسد صاحبه، ويحمله على أن يستكبر على الخلق ويردّ الحق، كما قال تعالى: (كَلَّا إِنَّ الإنْسَانَ لَيَطْغَى) (أَنْ رَآهُ اسْتَغْنَى) (العلق:7،6).