نحن نأكل عسل النحل ونضعه في كل طعام وشراب: في الشاي خصوصا؛ إيمانا منا بأنه أفضل من السكّر وأيسر تمثيلا وله ألف فائدة في شفاء الأمراض.. ومصدر الشفاء هو هذه الإنزيمات الموجودة في العسل، فالقرآن الكريم يقول: (فيه شفاء للناس).. وفى التوراة أنه وجدوا العسل في بطن أسد ميت.. والعسل يقضي على الميكروبات.. أي على الرغم من تعفن جسم الأسد فإن ذلك لا ينال من طعم العسل ولا فائدته.. وأنا مثل كثيرين، نسرف في استخدام العسل فنرفض أي حلوى بغير العسل. وكل الحلوى لأنها بالسكّر فأنا لا أتناولها، فالسكر له أثر حامض مباشر في الفم وفي المعدة أيضا.. ولكننا وقعنا في غلطة العمر كله، فقد أثبتت الدراسات العلمية أن عسل النحل يفقد فائدته إذا وضعناه في سائل درجته أعلى من 40 مئوية، ونحن عادة نضعه في الشاي الساخن، ونضعه في الحلوى وفي بعض الأطعمة ولا بد أن تكون ساخنة جدا، مثل الأرز باللبن، أو مثل قرع العسل، أو بعض الفطائر. وتصحيحا لهذا المفهوم الخاطئ يجب ألا تضع العسل في الشاي إلا بعد أن تنخفض درجة حرارته، أو أن تفعل مثلي: أتناول ملعقة أو ملعقتين من العسل على الريق، أما الشاي فإنني أضع فيه اللبن وأتركه حتى يبرد وأشربه مرا. وهكذا بدلا من أن أشرب كوبين وثلاثة فإنني اكتفي بكوب واحد، أما العسل فقد ذهب إلى المعدة ليكون أكثر فائدة.. فالفائدة وليس الطعم هي المطلوب، وأنت حر في أن تختار أين تضع العسل، في الشاي المغلي أو في فمك وعلى الريق. والضرورة لها أحكام، ومن أحكام الضرورة أن يكون مفيدا!
___________________________________________
المقال الثاني لمختص بالعسل
تسخين العسل: الكل يعلم أن العسل يتبلور في درجة حرارة بين 10 و 15 مئوية وهذا شيء طبيعي ولكنه لا يرضي المستهلك الذي يتهم النحال مباشرة بالغش والتغذية السكرية. ولكن حلول تبلور العسل من خلال التسخين كلها تعبر عن عدم اكتراث بالمستهلك. وبعض الناس لا يشترون العسل للأكل ولكن للعلاج ونحن نعلم أثر التسخين السيء على فوائد العسل العلاجية وحتى الغذائية. بعض النحالون يقوم بتسخين العسل لدرجة 45 او 50 او 60 للتخلص من التبلور وبعضهم يستخدم حرارة عالية جدا تفوق 72 درجة مئوية وخصوصا اصحاب المناحل التجارية كي يمنعو التخمر . وتصل حرارة الخلية الى 35م وقد تزيد وتصل في الصيف الحار 40م او أكثر فيعمل النحل على تبريدها. وقرأت لباحث سعودي يحمل ماجستير في خواص العسل ودكتوراه في فوائده العلاجية مقالا في جريده يحذر فيه من تسخين العسل وينبه النحالين حتى الى عدم تعريض اﻻقراص قبل الفرز للشمس ﻻن الحرارة تغير من خواص العسل ناهيك عن أثر الضوء المباشر ويلجأوا لهذه الطريقة لتسييل العسل لتسهيل فرزه وتعبئته ولإعطائه لون أكثر غمقا. واثناء تسخين العسل ولو لدرجات بسيطة تبدأ نسبة الانزيمات بالانخفاض مثل الدياستيز واﻻنفرتيز وهي مسؤولة عن نضج العسل . كما تتغير تركيبة كثير من المركبات المفيده أثناء التسخين وتقل فاعليتها وقد ترتفع نسبة بعض المركبات الى حدود عالية جدا. فمثلا مادة hmf وهي مادة موجودة بالعسل وتنتج عن تكسر روابط سكر الفركتوز وخصوصا في حالات التخزين السيء والتعرض للحرارة وضوء الشمس تكون هذه المادة داخل الخلية عادة اقل من ا ملغم/كغم وذلك حسب نوع العسل وقد تصل أحيانا الى 10 ملغم/كغم اثناء الفرز. واي نسبة فوق 10 قد تدل على تسخين العسل باستثناء عسل دوار الشمس ﻻن نسبة hmf فيه مرتفعة بدون تسخين. فمثلا عسل البرتقال اذا سخن على حرارة 65 ترتفع نسبة hmf من 2.25 ملغم الى 19 ملغم لكل كيلوغرام. وتستخدم التحاليل المخبرية لقياس هذه المادة لمعرفة اذا تم تسخين العسل او ﻻ. ويظهر ضرر التسخين من خلال تأثيره على كمية اﻻنزيمات في العسل فمثلا ينخفض انزيم اﻻنفرتيز في عسل البرتقال الى النصف عند تسخينه على درجة حرارة 45م وينخفض بنسبة 85% عند التسخين على حرارة 65م. وتشير كثير من الدراسات إلى ان الحد اﻻعلى للتسخين اﻵمن هو عند 40م. رغم ان كثير من الدراسات تؤكد أن التسخين على درجة اكثر من 35 يدمر كثير من المركبات واﻻنزيمات وخصوصا انزيم الدياستيز الذي يتأثر بأي درجة حرارة تفوق 30 مئوية في بعض عينات العسل.