لا تحول المكاره (أي ما أصابك مما تكره ) سببًا إلى الاكتئاب .
كل ما تستطيع أن تقاومه من المكاره قاومه، وعامِل الله فيه بالصبر،
فإن عاملته بالصبر، عاملك بالجبر .
حتى إنك ترى المفقود كأنه صفحة حياة انقلبت وكأنك لا تقرؤُها ولم تقرأْها سابقًا !
لا تطرق أبواب الناس تظنّ أن الجبر عندهم.
واعلم أن هذه العطايا تعطى لمن كان معه إيمان، فكلما زاد إيمانك ،زاد جبر الله لقلبك، وكلما آمنت أن الله هو الذي يجبرك زاد جبره لك، لذلك نحن بين السجدتين نقول "واجبرني" هذا طلب دائم لأنك طول الحياة تتكسر .
أتعرف تكسيرات القلوب لماذا ؟؟
لتبقىَ واحدًا في الأرض قلبك معلق بواحدٍ في السماء. المحن تقربك للمنح فقط اقترب من الله« مِن كَمَالِ إحسَانِ الرَبِّ تعَالى
أن يُذِيقَ عَبْدَهُ مَرَارَة الكَسرِ ، قَبلَ حَلاوةِ الجَبرِ ، كمَا أنَّهُ سُبحَانَّهُ وتعَالى لَمَّا أرَادَ أن يُكْمِّلَ لآدَم نَعِيمَ الجنَّة = أذَاقَهُ مرَارَةَ خرُوجِه مِنهَا، ومُقَاسَاةِ هَذه الدَّارِ المَّمزُوجِ رَخَاؤهَا بِشدَّتِهَا.
فَمَا كَسَرَ عَبْدَهُ المُؤمِن إلا لِيَجبُرَهُ ،ولا مَنعَـهُ إلا لِـيُعطِيـهِ ، ولا ابتَلاهُ إلا لِيُعَافِيهِ ،ولا أمَـاتَـهُ إلا لِيُحييـهِ، ولا نَّغَصَ عَليهِ الدُّنيَا إلا لِيُرغِّبَهُ فِي الآخرَةِ ، ولا ابتَلاهُ بِجفَاءِ النَّاسِ إلا لِيَرُدَّهُ إلَيهِ ! ».
يُؤدِبُ اللَّهَ عَبْدَهُ المُؤمِن الَّذِي يُحِبُهُ وهُوَ كَرِيمٌ عِندَه بِأَدنَى زَلَّةٍ أو هَفوَةٍ ، فَلا يَزَالُ مُستَيقِظًا حَذِرًا.
وأمَّا مَن سَقَطَ مِن عَينِهِ وهَانَ عَلَيهِ فَإنَّهُ يُخلِّي بَينَهُ وبَينَ مَعَاصِيه ،
وكُلَّمَا أحدَثَ ذَنبًا أحدَثَ لَهُ نِعمَةً، والمَغرُورُ يَظُنُّ أنَّ ذَلِكَ مِن كَرَامَتِهِ عَلَيهِ ولا يَعلَمُ أنَّ ذَلِكَ عَينُ الإهَانَة، وأنَّهُ يُرِيدُ بِهِ العَذَابُ الشَدِيد، والعُقُوبَة الَتِي لا عَاقِبَةَ مَعَها ».