فإن صلاة الضحى من النوافل المستحبة ولها فضل عظيم، وقد ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "يُصْبِحُ عَلَىَ كُلّ سُلاَمَىَ مِنْ أَحَدِكُمْ صَدَقَةٌ. فَكُلّ تَسْبِيحَةٍ صَدَقَةٌ. وَكُلّ تَحْمِيدَةٍ صَدَقَةٌ. وَكُلّ تَهْلِيلَةٍ صَدَقَةٌ. وَكُلّ تَكْبِيرَةٍ صَدَقَةٌ. وَأَمْرٌ بِالْمَعْرُوفِ صَدَقَةٌ. وَنَهْيٌ عَنِ الْمُنْكَرِ صَدَقَةٌ. وَيُجَزِئُ، مِنْ ذَلِكَ، رَكْعَتَانِ يَرْكَعُهُمَا مِنَ الضّحَىَ". رواه مسلم وأحمد عن أبي ذر.
من صلى ركعتي الضحى بنيتها فقد أصاب أجرها، ويكفيه ذلك عن التصدق بعدد مفاصله؛ كما جاء في الحديث " يُصْبِحُ عَلَى كُلِّ سُلَامَى مِنْ أَحَدِكُمْ صَدَقَةٌ ... وَيُجْزِئُ مِنْ ذَلِكَ رَكْعَتَانِ يَرْكَعُهُمَا مِنَ الضُّحَى. رواه مسلم.
قال ابن دقيق العيد: أي: يكفي من هذه الصدقات عن هذه الأعضاء ركعتان، فإن الصلاة عملٌ لجميع أعضاء الجسد فإذا صلى فقد قام كل عضو بوظيفته. اهــ .
ولا يشترط أن ينوي الصدقة عن كل مفصل، بل لو صلى الركعتين بنية الضحى كفاه ذلك، وحصل على أجر تلك الصدقات.
وكذا نية سنة الراتبة تتحقق بأن يقصد فعلها لأن النية القصد, جاء في المغني: وَمَعْنَى النِّيَّةِ الْقَصْدُ، وَهُوَ اعْتِقَادُ الْقَلْبِ فِعْلَ شَيْءٍ، وَعَزْمُهُ عَلَيْهِ، مِنْ غَيْرِ تَرَدُّدٍ. اهـ.
فمن كبر قاصدا أداء السنة الراتبة – سواء القبلية أو البعدية – فقد حقق النية , وإذا صلى من غير قصد لها فإنه يثاب على صلاته وتكون نفلا مطلقا .