بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله محمد وعلى آله وصحبه أجمعين من فضلكــ لآ تدع الشيطان يمنعك سُبْحانَ اللهِ وَالْحَمْدُ للهِ وَلا اِلـهَ اِلاَّ اللهُ وَاللهُ اَكْبَرُ اذْكُـــــــــــــــــــــــــــ اللَّهَ ــــــــــــــــــــــــــــــــــرُوا
التحذيـــــــــــــر من أكل الحـــــــــــــــــرام
أكل الحرام إثم ، ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم الوعيد الشديد لفاعله ، إذ قد قال صلى الله عليه وسلم : (إنه لا يربو لحم نبت من سحت إلا كانت النار أولى به) رواه الترمذي وصححه الألباني .
وقوله (يربو) يعني: ينمو . وقوله : (من سحت) أي من حرام .
وقرر أهل العلم أن معرفة الحلال والحرام من آكد مهمات الدين، فقال العلامة الرملي رحمه الله في “نهاية المحتاج”: “ومعرفتهما (أي : الحلال والحرام) من آكد مهمات الدين ، لأن معرفة الحلال والحرام فرض عين ، فقد ورد الوعيد الشديد على آكل الحرام)” انتهى .
وقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم بأن أكل الحرام من موانع قبول الدعاء والعمل الصالح ففي صحيح مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( أيها الناس ، إن الله طيب لا يقبل إلا طيبا ، وإن الله أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين ، فقال : ( يا أيها الرسل كلوا من الطيبات واعملوا صالحا إني بما تعملون عليم ) وقال : ( يا أيها الذين آمنوا كلوا من طيبات ما رزقناكم ) ثم ذكر الرجل يطيل السفر ، أشعث أغبر ، يمد يديه إلى السماء ، يا رب ، يا رب ، ومطعمه حرام ، ومشربه حرام ، وملبسه حرام ، وغذي بالحرام فأنى يستجاب لذلك) .
وقال العلامة ابن رجب الحنبلي رحمه الله في “جامع العلوم والحكم” “والمراد بهذا أن الرسل وأممهم مأمورون بالأكل من الطيبات التي هي الحلال وبالعمل الصالح ، فما دام الأكل حلالا فالعمل صالح مقبول ، فإذا كان الأكل غير حلال فكيف يكون العمل مقبولا ؟ وما ذكر بعد ذلك من الدعاء وأنه كيف يتقبل مع الحرام فهو مثال لاستبعاد قبول الأعمال مع التغذية بالحرام ” انتهى .
فعلى المسلم أن يتقي الله تعالى في مكسبه ومطعمه ومشربه ، فيأخذ الحلال ويدع الحرام .
الإسلام سؤال وجواب
فالغالب في المال الحرام أن يأتي عن طريق الربا، وقد يأتي عن طريق الرشوة والسرقة والغصب…… وقد ورد في الكتاب والسنة من النهي عن الربا والوعيد الشديد فيه ما لم يرد في غيره من الذنوب، كما أن الرشوة ملعون صاحبها على لسان محمد صلى الله عليه وسلم، والغصب والسرقة ذنبان عظيمان فمن تجرأ على الله عز وجل وجمع المال من هذه الأوجه وغيرها من الأوجه المحرمة فقد عرض نفسه لأنواع العقوبات العاجلة والآجلة
فالمال المحرم ممحوق البركة معرض هو وما خالطه من الحلال للتلف والزوال، وإن بقى فلا يقبل الله منه صدقة ولا حجاً ولا صلة، وإنما يقاسي صاحبه أتعابه، ويتحمل حسابه، ويصلى عذابه، وإذا كان الله عز وجل قال مخاطباً للمرابين : (فإن لم تفعلوا فأذنوا بحرب من الله ورسوله ) [البقرة: 279] فلا يمكن حصر ما سيحل بهم وبأموالهم من البلاء والمصائب، وأسباب التمزيق والتلف، لأن جنود الله التي يسلطها على من حاربه كثيرة ومتنوعة: ( وما يعلم جنود ربك إلا هو ).[المدثر:31],
وهذا في الدنيا، وأما في الآخرة فالأمر أشد، والخطب عظيم والمصاب جسيم، وأي مصيبة أعظم من أن يعرض أحد نفسه لسخط الله فيكون من الذين: ( تلفح وجوههم النار وهم فيها كالحون ) [المؤمنون :104 ]هذا ومما يجب التنبه له أن تخلف بعض العقوبات عن بعض الناس في الدنيا، قد يكون شراً من نزولها بهم، فإذا رأيت المرابي المنغمس في الشهوات المعرض عن الله آمناً في أهله وماله فلا تظن أن الله تاركه، ولكنه يملي له، حتى إذا حان أخذه له أخذه أخذاً شديداً مباغتاً، فقد قال جل وعلا: (وأملي لهم إن كيدي متين ) [ القلم :45] وقال: ( إنما نملي لهم ليزدادوا إثماً ولهم عذاب مهين ) [آل عمران :178 ]
وعلى كل فمن ابتلي بشيء من المال الحرام فيجب عليه أن يبادر بالتوبة منه، كما يجب عليه أن يتخلص منه برده لأصحابه إن أمكن، وإلا فيصرفه في وجوه البر والإنفاق.
ومن المعلوم أن رحمة الله واسعة وأنه يغفر الذنوب كلها، لا يتعاظم ذنب عن عفوه ومغفرته، فقد قال تعالى: ( قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعاً إنه هو الغفور الرحيم ) [الزمر :53 ] فالبدار البدار بالتوبة قبل فوات الأوان
والعلم عند الله تعالى.اسلام ويب
من أجمع الدعاء : اللهم اكفني بحلالك عن حرامك، وأغنني بفضلك عمن سواك اللهم ألهمني رشدي وأعذني من شر نفسي