عن إسماعيل بن إسحاق القاضي قال:" دخلت على المعتضد فدفع إلي كتاباً نظرت فيه وكان قد جمع له الرخص من زلل العلماء وما احتجّ به كلٌ منهم لنفسه، فقلت له: يا أمير المؤمنين مصنف هذا الكتاب زنديق، فقال: لم تصح هذه الأحاديث ؟ قلت: الأحاديث على ما رويت، ولكن من أباح المسكر لم يبح المتعة، ومن أباح المتعة لم يبح الغناء والمسكر، وما من عالم إلا وله زلة، ومن جمع زلل العلماء ثم أخذ بها ذهب دينه، فأمر المعتضد فأحرق ذلك الكتاب.
....
إن التزلف للطرف الأخر أو طلب الشهرة والتبجح بالمعرفة لايلزمه الكثير من الجهد ...... فقط اشغل وقتك وأضعه بما اختلف فيه العلماء وخذ بالقول المخالف أو القول بمايتناسب مع مايطلبه أهل الفسق والفجور كونهم يملكون وسائل الإعلام الأقوى ....لكن الثبات على الدين صعب في زمن شبه به خير البشرية الثابت على دينه كالقابض على الجمر .
يطرح البعض مسائل الخلاف معتقدا بأنه يخفف على المسلمين بينما لايعلم هذا المسكين بأنه سند قوي لموجة التغريب والتخريب التي تدار عليهم.