والغلاة يصاحبهم الغرور، ويلازمهم الإعجاب بأنفسهم، والاعتداد بآرائهم، كما وضّحه ابن الوزير رحمه الله بقوله: "الغالب على أهل البدع شدة العُجب بنفوسهم، وهي من عجائب العقوبات الربانية، وقد كثرت الآثار في أن إعجاب المرء بنفسه من المهلكات، ودليل العقوبة أنك ترى أهل الضلال أشد عُجباً وتهليكاً للناس، واستحقاراً لهم" (إيثار الحق على الخلق ص:426 باختصار)، هذا الغرور واحتقار عامة المسلمين جلب للغلاة (كهنوت) الوصاية على الآخرين، وحقوق الامتحان والتنقيب عما في الصدور، والاستعراض للمخالفين! كما كان على ذلك الخوارج ومن شابههم.