قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
سيأتي على الناس سنوات خداعات يصدق فيها الكاذب و يكذب فيها الصادق و يؤتمن فيها الخائن و يخون فيها الأمين و ينطق فيها الرويبضة قيل: و ما الرويبضة؟ قال : الرجل التافه يتكلم في أمر العامة.
فإذا سألنا أنفسنا "هل السفيه رجل تافه"؟
وإذا سألنا أنفسنا "هل السفيه يتكلم في أمر العامة"؟
سنقوم قولا واحدا "نعم" لكلا السؤالين.
إذاً السفيه رجل تافه يتكلم في أمر العامة، ، وإذا طرحت قضية اجتماعية ضرب فيها بسهم، وإذا نوقشت قضية شرعية وضع قدمه فيها وقال "دعك من أقوال فلان وفلان" وضرب أقوال أهل العلم بالحائط، هو السياسي المحنك والفقيه البحر والمصلح العدل.
وأنّى لعالم بعد هذه المصيبة أن يُفتي؟
وأنّى لداعية بعد ذاك أن يعظ؟
وأنّى لمصلح أن يُرشد؟
وفي الحديث السابق نجد أن النبي صلى الله عليه وسلم يقرن زمن ظهور الرويبضة (السفيه) بانهيار النظام الأخلاقي، حيث يؤتمن الخائن ويُخوّن الأمين ويُكذب الصادق، ويُصدق الكاذب، ثم يظهر هذا السفيه ليتكلم في امور العامة، وهو أجهل من حمار أهله.
السفيه لا قدرة لديه لحوارك، استدلالاته باطلة، وتفكيره قاصر، وأفقه ضيق، ومنطقه لجاجة، فما الذي يدفعك لحواره؟
هدفك الإصلاح وهدفه الزهو بنفسه.
هدفك التصحيح وهدفه مجاراتك، وما لسفيه في مجارات الحليم دواء.
هدفك هدايته وهدفه الصعود على كتفك ليكون مثلك، وهيهات للدجاج أن يرافق الصقر.
فاعلم ان وصولك معه لنتيجة هو أمر من الخيال، ومأمولك منه ضربا من المحال، فاقطع بينك وبينه حبل الوصال.