الكرم والسخاء من الصفات التي كان يتحلى بها كثير من أهل الجاهلية قبل الاسلام ويمتازون بها حتى صارت مادة يتغنى بها الشعراء وتصدح بها حناجر الخطباء ويتفاخر بها أولاد الكرماء ، فعدوها من مفاخرهم ، واعتبروها من تراثهم .
وعابوا من لم يمتلك تلك السجية وعدّوها عليه منقصة ومثلبة ، وراحوا أبعد من ذلك فصاروا يعيرونه بل ، بل ان العار قد يلحق حتى ذريته ونسله ما لم يظهر فيهم من يتصف بالكرم والسخاء ليمحو ما لحقهم من البخل والجفاء .
ولما جاء الاسلام حث على الكرم والسخاء والضيافة واكد عليها في موارد عدة ، قال تعالى :
وكذلك شجع المعصومون(عليهم السلام) على اكرام الضيف ورغّبوا في آداب الضيافة ، كون الضيافة والسخاء من الأمور التي تزيد الترابط والود بين الناس وتقوي أواصر المحبة والألفة بين الأصدقاء ، وتستل الضغينة – ان وجدت – من القلوب وتبهث على التراحم واعطف وترقق القلوب وتهذب النفوس لما فيها من تواضع وتأدب واحترام يظهره المضيف أمام الضيف .
فعن النبي (صلى الله عليه وآله) أنه قال :
« من كان يؤمن بالله واليوم الأخر فليكرم ضيفه ، والضيافة ثلاثة أيام وليالهن ، فما فوق ذلك فهو صدقة ، وجائزه يوما وليلة ، ولا ينبغي للضيف إذا نزل بقوم يملهم فيخرجهم أو يخرجوه »(3)
وقال (صلّى الله عليه وآله) :
« إذا أراد الله بقوم خيراً أهدى إليهم هدية »
قالوا : وما تلك الهدية ؟ قال (صلّى الله عليه وآله) :
« الضيف ، ينزل برزقه ويرتحل بذنوب أهل البيت »(4)
وعنه (صلى الله عليه وآله) :
« ليلة الضيف حق واجب على كل مسلم ، ومن أصبح إن شاء أخذه وإن شاء تركه ، وكل بيت لا يدخل فيه الضيف لا تدخله الملائكة »(5)
وعنه (صلّى اللهّ عليه وآله) قال :
« الضيف دليل الجنة »(6)
وعن أمير المؤمنين (عليه السلام) قال :
« ما من مؤمن يسمعبهمس الضيف ويفرح بذلك إلاّ غُفرت له خطاياه ، وإن كانت مطبقة ما بين السماء والأرض »(7)
وعن عاصم بن ضمرة ، عن أمير المؤمنين (عليه السّلام) قال :
« ما من مؤمن يحبّ الضيف إلاّ ويقوم من قبره ووجهه كالقمر ليلة البدر ، فينظر أهل الجمع فيقولون : ما هذا إلاّ نبي مرسل ، فيقول ملك :
" هذا مؤمن يحب الضيف ويكرم الضيف ولا سبيل له إلاّ إِن يدخل الجنة " »(8