يستعيذ المسلم بالله سبحانه من الشيطان الرجيم، في جميع أقواله وأفعاله المشروعة، وفي ذلك اعتصام بجناب الله تعالى من كيد الشيطان ومكره، واستجارة بالله سبحانه من همزه ونفخه ونفثه، كأنه يقول : أستجير بالله تعالى من الشيطان الرجيم أن يضرني في ديني أو دنياي، أو يصدني عن فعل ما أُمرت به، أو يحثني على فعل ما نُهيت عنه؛ فإن الشيطان لا يكفه عن الإنسان إلا الله تعالى .
وأعتصم بحول الله تعالى وقوته أن يقطع هذا الشيطان – الملعون المذموم – العلاقة بيني وبين ربي، وألجأ إلى الله تعالى وألوذ بحماه، وآوي إلى ركنه الشديد أن يغويني الشيطان أو يضلني أو يفسد علي صلاتي، وفي هذه الاستعاذة إقرار بأن الشيطان عدو مبين للإنسان، كما قال تعالى : "إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ" [فاطر: 6] .
ويعترف أيضًا بقوة الله تعالى وقدرته، وأنه وحده القادر على دفع جميع الثغرات، ومنها كيد الشيطان؛ إذ لا يقدر على دفعها عن العبد إلا الله سبحانه، فالمسلم إذن يستعين بالله تعالى ويلجأ إليه ويسأله أن يدفع عنه كيد عدوه؛ حيث لا يقدر على ذلك إلا الله سبحانه .