كانوا أطفال وكنت استمتع بشواء اللحم لهم..
كنا نجتمع على السفرة وطعامنا واحد
وضحكتنا تملئ المكان..
كنت أذهب بهم إلى المطاعم العائلية ونختار وجبتنا..
كانوا يفرحون عندما احضر مقاضي رمضان ..
اليوم أطفال الامس كبروا
وكل واحد منهم اعتنق نمط غذائي مختلف..
البنت الكبرى لا تأكل الارز والمكرونه والخبز والنشويات ...
لوجود الكربوهيدرات
ولحقت بها الام..
والبنت الوسطى ( فيقن )
لا تأكل اي شيء فيه روح من لحوم والبان واجبان وتتهمنا بالوحشية.
والاولاد انقلب نومهم وسهرهم وخرجوهم.. واكلهم من المطاعم وجبات سريعة..
بقيت انا الاب لوحدي على سفرة صغيرة..وصحن فردي...
واكل لوحدي محافظ على نمط الاباء والاجداد على صحن الكبسة..
ليت الزمان يعود ويعود شمل الاسرة على سفرة الطعام والضحكة تجوب ارجاء السفرة وتزاحم الايدي على الصحن..
ما الذي يحدث في زمانكم تنصلتم حتى من نمطنا الغذائي ولم يبقى الا الاب الذي من شدة شعوره بالوحدة على السفرة قرر أن يرحم الزوجه من الطبخ له هو فقط..
وقرر عدم جدوى شراء ذبيحه ان كان هو فقط من يأكل.
وقرر ان يكون جليس المطاعم الشعبية يلتهم بمرارة لقمة وحدة النمط الغذائي العتيق..