بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله محمد وعلى آله وصحبه أجمعين من فضلكــ لآ تدع الشيطان يمنعك .. سُبْحانَ اللهِ وَالْحَمْدُ للهِ وَلا اِلـهَ اِلاَّ اللهُ وَاللهُ اَكْبَرُ أذكـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــروا الله يَذكُركــــــــــــــــــــــــــم
هل هناك دليل على أن الجن يدخلون الإنس ؟ إن وجود عالم الجن، هو اختبارٌ للمكلف يظهر من خلاله إن كان موقفه: التصديق التام بما أخبرت به الرسل، أم هو: التكذيب بما لم يُحِط بعلمه، وهذا هو الفرق الجلي، بين أهل الإيمان، وأهل الشك والريبة والكفران.
سئل الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله : هل هناك دليل على أن الجن يدخلون الإنس ؟ نعم ؛ هناك دليل من الكتاب والسنة، على أن الجن يدخلون الإنس، فمن القرآن قوله تعالى: (الذين يأكلون الربا لا يقومون إلا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المس) .
قال ابن كثير رحمه الله: ” لا يقومون من قبورهم يوم القيامة إلا كما يقوم المصروع حال صرعه وتخبط الشيطان له”.
ومن السنة قوله صلى الله عليه وسلم : (إن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم) .
وقال الأشعري في مقالات أهل السنة والجماعة: ”إنهم (أي أهل السنة) يقولون : إن الجني يدخل في بدن المصروع”. واستدل بالآية السابقة.
وقال عبد الله ابن الإمام أحمد: ” قلت لأبي: إن قوما يزعمون أن الجني لا يدخل في بدن الإنسي فقال: يا بني يكذبون هو ذا يتكلم على لسانه”.
وقد جاءت أحاديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم رواها الإمام أحمد والبيهقي، أنه أتي بصبي مجنون فجعل النبي صلى الله عليه وسلم يقول : (اخرج عدو الله، اخرج عدو الله)، وفي بعض ألفاظه : (اخرج عدو الله ، أنا رسول الله). فبرأ الصبي.
فأنت ترى أن في هذه المسألة دليلا من القرآن الكريم ودليلين من السنة، وأنه قول أهل السنة والجماعة وقول أئمة السلف، والواقع يشهد به ، ومع هذا لا ننكر أن يكون للجنون سبب آخر من توتر الأعصاب واختلال المخ وغير ذلك ” انتهى.
سُئِل فضيلة الشيخ محمد العثيمين - رحمه الله - هل للجن تأثيرٌ على الإنس، وما طريقُ الوقاية منهم؟
فأجاب - رحمه الله - عن ذلك، وضمَّن الجواب إخبارَه عن أن الجن تدخل الإنس، فقال - رحمه الله: "وكذلك أيضاً قد يدخل الجني إلى جسد الآدمي، إما بعشق، أو لقصدِ الإيذاء، أو لسببٍ آخر من الأسباب.
ويُشيرُ إلى هذا قوله تعالى: {الذين يأكلون الربا لا يقومون إلا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المس}، وفي هذا النوع قد يتحدَّث الجني من باطن الإنسي نفسه، ويُخاطِبُ من يقرأ عليه آيات من القرآن الكريم، وربما يأخذ القارئ عليه عهداً ألا يعود، إلى غير ذلك من الأمور الكثيرة التي استفاضت بها الأخبار، وانتشرت بين الناس. وعلى هذا؛ فإن الوقاية المانعة من شر الجن أن يقرأ الإنسان ما جاءت به السنة مما يتحصَّن به منهم؛ مثل: آية الكرسي، فإن آية الكرسي إذا قرأها الإنسان في ليلةٍ لم يزل عليه من الله حافظ، ولا يقربه شيطان حتى يصبح. والله الحافظ. انتهى كلامه - رحمه الله.
وقال ابن عباس: آكلُ الربا يُبعَث يوم القيامة مجنونا يُخْنَق. رواه ابن أبي حاتم.
قال: ورُوِيَ عن عوف بن مالك، وسعيد بن جبير، والسدي، والربيع بن أنس، ومقاتل بن حيان، نحو ذلك. ففي هذا إثباتٌ لمسِّ الشيطان للإنس.
والذي ينبغي أن يهتم به المسلم كيف يقِي نفسَه من شياطين الإنس والجن، وذلك بقراءة الآيات والأحاديث التي أخبر النبي - صلى الله عليه وسلم - أنها تحفظ الإنسان من كيدهم.
وقد جمع هذه الأذكار العلماءُ؛ فمن ذلك: ابن تيمية في كتابه (الكلم الطيب)، والنووي في كتابه (الأذكار)، والشيخ عبد العزيز بن باز في كتابه (تحفة الأخيار)، والشيخ القحطاني في كتابه (حصن المسلم). فعلى المسلم حفظ هذه الأذكار وترديدها ليحفظه الله من كيد الشياطين، والله تعالى أعلم. الالوكة كيـــــــــــف نحمــــــــي أنفسنــــــــــــا مـــــــــن أذى الجــــــــن