[COLOR=window****]بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
من فضلكــ لآ تدع الشيطان يمنعك سُبْحانَ اللهِ وَالْحَمْدُ للهِ وَلا اِلـهَ اِلاَّ اللهُ وَاللهُ اَكْبَرُ اذْكُـــــــــــــــــــــــــــ اللَّهَ ــــــــــــــــــــــــــــــــــرُوا [/COLOR]
التفصيل في حكم ضرب الزوجة
سئل ابن باز رحمه الله : كيف الجمع بين قول الله تعالى: وَاضْرِبُوهُنَّ [النساء:34] وبين قول الرسول ﷺ: ليس من خياركم من يضرب زوجته أو كما قال؟
لا منافاة؛ فإن الرسول ﷺ أراد بذلك أن لا يسارعوا بالضرب، وليس من الصفات الخيرة المسارعة إلى الضرب بل الضرب آخر الطب، الضرب يكون هو آخر الطب، قبله الهجر وقبله الوعظ.
فينبغي للزوج أن لا يلجأ إلى الضرب إلا عند الضرورة وعند الحاجة وعند عدم جدوى الوسائل الأخرى؛ لأن الضرب قد يغيرها عليه أكثر وقد يسيئ أخلاقها ويسبب فراقها ويثير أهلها أيضاً، ولاسيما في هذا العصر، الضرب في هذا العصر يسبب مشاكل كثيرة، فينبغي للزوج أن لا يعجل وأن لا يسارع إلى الضرب إلا عند الحاجة وأمن العاقبة أمن العواقب السيئة.
فإذا كان ضربها يفضي إلى فراقه لها وإلى قيام أهلها عليه وإلى حصول مشكلة كبرى فينبغي تجنب الضرب والصبر على ما قد يقع من سوء الأخلاق، حتى يعجل الله الحال بطرق العلاج الذي هو الوعظ والتذكير أو الهجر، فالزوج ينبغي أن يكون حكيمًا؛ لأن الضرب يترتب عليه مشاكل، وربما أفضى إلى غير المطلوب، والمراد به التعديل، والمراد به أن تراجع خطئها فإذا كان الضرب يفضي إلى خلاف ذلك وإلى مزيد السوء وإلى مزيد المشاكل، وإلى تفاقم الأمور، فينبغي تركه وعدم فعله.
الحاصل: أن الضرب رخصة رخص فيها ربنا للتأديب إذا دعت الحاجة إليه بعدما قدم عليه من الوعظ والهجر وليس من الأفضل أن يسارع إليه أو يفرح به أو يتخذه علاجًا دائمًا لا، بل الأفضل أن يؤخر وأن لا يعجل جمعًا بين النصوص
أمر القرآن بالإحسان إلى الزوجة ، وإكرامها ، ومعاشرتها بالمعروف، حتى عند انتفاء المحبة القلبية ، فقال : ( وعاشروهن بالمعروف فإن كرهتموهن فعسى أن تكرهوا شيئا ويجعل الله فيه خيرا كثيرا ) النساء / 19 .
2- وبين أن للمرأة حقوقا على زوجها ، كما أن له حقوقا عليها ، فقال : ( ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف وللرجال عليهن درجة والله عزيز حكيم ) البقرة / 228 ، والآية تدل على أن للرجل حقا زائدا ، نظير قوامته ومسئوليته في الإنفاق وغيره .
3- وأوصى النبي صلى الله عليه وسلم بالإحسان إلى الزوجة وإكرامها ، بل جعل خير الناس من يحسن إلى أهله ، فقال : ” خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي ” رواه الترمذي (3895) وابن ماجه (1977) وصححه الألباني في صحيح الترمذي .
4- ومن جميل ما ذكره النبي صلى الله عليه وسلم في شأن الإحسان إلى الزوجة ، أن إطعام الزوج لزوجته ، ووضع اللقمة في فمها ، ينال به صدقة ، فقال : ” وإنك لن تنفق نفقة إلا أجرت عليها حتى اللقمة ترفعها إلى في امرأتك ” رواه البخاري 6352 ومسلم 1628
4- وقال صلى الله عليه وسلم : ” اتقوا الله في النساء فإنكم أخذتموهن بأمان الله واستحللتم فروجهن بكلمة الله ولكم عليهن أن لا يوطئن فرشكم أحدا تكرهونه فإن فعلن ذلك فاضربوهن ضربا غير مبرح ولهن عليكم رزقهن وكسوتهن بالمعروف ” رواه مسلم 1218
ومعنى ” ولكم عليهن أن لا يوطئن فرشكم أحدا تكرهونه ” أي : لا يأذن لأحد تكرهونه في دخول بيوتكم والجلوس في منازلكم سواء كان المأذون له رجلا أجنبيا أو امرأة أو أحدا من محارم الزوجة فالنهى يتناول جميع ذلك . انتهى كلام النووي . وأفاد الحديث أن للرجل أن يضرب زوجته ضربا غير مبرح إذا وجد ما يدعو لذلك من مخالفتها وعصيانها . وهذا كقوله تعالى: ( واللاتي تخافون نشوزهن فعظوهن واهجروهن في المضاجع واضربوهن فإن أطعنكم فلا تبغوا عليهن سبيلا إن الله كان عليا كبيرا ) النساء / 34 .
فإذا تمردت المرأة على زوجها ، وعصت أمره ، سلك معها هذه الطرق الوعظ أو الهجر في المضجع ، أو الضرب ويشترط في الضرب أن يكون غير مبرح . قال الحسن البصري : يعني غير مؤثر. وقال عطاء : قلت لابن عباس ما الضرب غير المبرح ؟ قال : بالسواك ونحوه .
فليس الغرض إيذاء المرأة ولا إهانتها ، ولكن إشعارها بأنها مخطئة في حق زوجها ، وأن لزوجها الحق في إصلاحها وتقويمها .نسأل الله تعالى لنا ولكم التوفيق والسداد . والله أعلم .
الإسلام سؤال وجواب