، وبينهما حياة أولها إمساك بمعروف، وآخرها تسريح بإحسان.
الزواج حياة جديدة، والطلاق حياة جديدة، وختم الملف مكتوب عليه:"ولاتنسوا الفضل بينكم".
في الطلاق وعد رباني:"وإن يتفرقا يُغن الله كلًا من سعته"، وله أحكام أخلاقية ومالية، لن تجدها أبدًا في غير الإسلام.
إن تشويه المطلق أو المطلقة أمر طارئ على ثقافتنا، فليس كل مطلق ظالم، ولا كل مطلقة ظالمة، ولكن ينبغي التأكيد على أمر ما، وهو أن التشويه ينال الرجل كما المرأة، وقد يكون مظلومًا.
كم من رجل ابتلي بزوجة سلفع جريئة شوهاء اللسان، فلما طلقها افترت عليه أشياء هو منها براء!
إن العودة إلى التصور الإسلامي الاجتماعي فيها الخير للجميع، ومن ذلك تنقية العقول والأفهام من وضر الحضارة الغربية ورسائل السينما المعاصرة، والتي شوهت التعدد الإسلامي؛ فكان وبال هذا التشويه على المرأة أكثر منه على الرجل؛ فكم من مطلقة أو أرملة حُرمت تجديد الفرصة الزواجية بسبب تشويه التعدد ومحاصرته.
لقد كانت الصحابية تتزوج في حياتها عدة مرات، دون أن يكون في ذلك تشويهًا لحقها الشرعي أو لزوجها المعدد.
تزوجت أسماء بنت عميس جعفر بن أبي طالب، فلما استشهد تزوجت أبا بكر الصديق، فلما مات تزوجت علي بن أبي طالب-رضي الله عن الجميع-.
إنه الإسلام بشموليته الاجتماعية لا ينظر فقط إلى غضب الزوجة الأولى ثم يهمل بقية المجتمع المليء بالمطلقات والأرامل ومن فاتهن شيء من العمر في ذلك؛ فهو جاء رحمةً للعالمين.