يعدد «عبدالرحمن الرويشد»أبرز من حمل البيرق في العصور السعودية على النحو التالي: أولاً "إبراهيم بن طوق": من أسرة آل طوق (المعامرة) من سكان الدرعية، ولم يمدنا التاريخ بمزيد من المعلومات عنه، ولا عما كانت تتطلبه مهنة حمل الراية، وإن كان "ابن بشر" قد أفادنا في تاريخه بأن الإمام عبدالعزيز الحاكم الثاني في الدولة السعودية الأولى وابنه سعود كانا يحددان مكاناً معلوماً على ماء معين في يوم معروف لاجتماع الناس، وأنه يتقدم إلى ذلك المكان لرفع الراية (البيارق) التي تنصب على ذلك المورد، وعندما تناول ابن بشر سيرة الإمام (تركي) مؤسس الدولة السعودية الثانية قال: كان ذلك الإمام يكتب لأمراء البلدان يأمرهم بالخروج والاجتماع في مكان معين، ثم يخرج الراية من قصره فتنصب قريبة من باب قصر الحكم في الرياض قبل خروجه بيوم أو يومين، مضيفاً أن ثاني من حمل البيرق هو "عبدالله أبو نهية": وقد أشار إليه المؤرخ "ابن بشر" وإلى بطولاته ومواقفه في الدفاع عن بلدة الدرعية عند حصارها عام 1233هـ (1818م)/ وآل "أبو نهية" أسرة عريقة من أسر الدرعية تسكن بقيتهم اليوم في مدينة الأحساء وما حولها، وقد توفي "عبدالله أبو نهية" إبان ذلك الحصار الغاشم عام 1233هـ (1818م)، وثالثهم هو "الحميدي بن سلمة" و"آل سلمة" أسرة من أسر الرياض المعروفة منذ القدم، ويتذكر الناس عدة أسماء من هذه الأسرة ممن حمل الراية في الدولة السعودية الثانية، منهم "الحميدي" الذي توفي في إحدى المعارك، ذاكراً رابع من حمل البيرق وهو "صالح بن عبدالله بن هديان" من أسر الرياض المعروفة، وقد حمل الراية في آخر الدولة السعودية الثانية وأول الثالثة، كما كان ممن حمل راية أبناء سعود بن فيصل، وقد كلفه الملك عبدالعزيز بحمل راية حجاج العارض السنوية التي كان ينطلق بها مع الراية في كل سنة، ويلتف حولها الحجاج حتى مكة، ثم يعود بها مع القوافل إلى حيث انطلقوا، وقد ظل ذلك التقليد متبعاً في أول عهد الملك عبدالعزيز حتى إعلان توحيد المملكة العربية السعودية عام 1351هـ (1932م). ظروف استثنائية
وكشف الباحث "الرويشد" أن "عبدالرحمن بن مطرف" هو ثامن من حمل البيرق حيث تسلم الراية بعد آل معشوق وحملها في معركة "روضة مهنا" عام 1324هـ (1906م)، وأصيب بعدة جراحات، وكان يحمل الراية أثناء علاج جراحه شخصيات أخرى، لكنه يعود إلى حملها حتى تم للملك عبدالعزيز توحيد مملكته، بل وحملها في أوقات السلم وقبلها أيام الحرب، ثم حملها ابنه "منصور" ثم حفيده "مطرف" ثم "عبدالرحمن بن مطرف بن منصور الثاني"، وما تزال الراية المظفرة في يد "آل مطرف"، وهم أسرة معروفة من أسر الرياض، موضحاً أنه ما دمنا بصدد تعداد من حملوا الراية السعودية المظفرة ممن أشار إليهم التاريخ أو تداولت ذكرهم الألسنة، فإن من الإنصاف أن نشير إلى رجال آخرين حملوا هذه الراية في ظروف استثنائية، وخاضوا بها بعض المعارك، مثل: "علي بن حويل" من آل حويل، و"إبراهيم بن ودعان" و"محمد بن عبدالله بن ريس" وغيرهم، وجميعهم من أهل الرياض، مؤكداً أن لكل بلدة من بلدان نجد، ولكل هجرة من هجر البادية، علما يحمله شخص من بينهم، وهو العلم الوطني نفسه الذي يحمله الحاكم من آل سعود، الذي ينطلق من عاصمة ملكه.