مقاولون ومنتجون لـ"الاقتصادية" : سعر الأسمنت يرتفع 30 % ونقص في إنتاج السائب
شاحنات لنقل أكياس أسمنت متوقفة في إحدى ساحات مكة المكرمة أمس، بسبب نقص الإنتاج في الفترة الأخيرة. تصوير: أحمد حشاد - «الاقتصادية»
وجدي القرشي من مكة المكرمة
قدر مختصون في قطاع المقاولات ارتفاع سعر كيس الأسمنت بـ 30 في المائة ليصل سعر الكيس الواحد إلى أكثر من 20 ريالا، وفي المقابل أكد منتجو
الأسمنت السائب انخفاضا في الإنتاج وصل إلى 60 في المائة نتيجة عدم إمدادهم بالعدد المطلوب من سيارات نقل
الأسمنت من المتعهدين. وبعد هدوء نسبي قدر بنحو 200 يوم على آخر أزمة ضربت سوق
الأسمنت في مكة المكرمة، وبعد التدخل الحكومي الذي حل هذه الأزمة وقام بتسهيل إيجاد
الأسمنت في الأسواق ووضع رقابة صارمة في توزيعه، وإيقاع أشد العقوبات على مخزنيه، ها هي الأزمة تدخل من جديد عهدا من عدم توافر أكياس الأسمنت، حيث خلت الشاحنات التي تقبع في الساحات المنتشرة في مكة من وجود أكياس الأسمنت.
وقال عبد الله صعيدي، رئيس لجنة المقاولين في الغرفة التجارية الصناعية في مكة المكرمة: ''إن بوادر الأزمة بدأت منذ نحو 15 يوما، حيث كان هناك ارتفاع متنام في سعر الكيس حتى وصل إلى 20 ريالا، وهناك أنباء عن تجاوزه هذا السعر بعد نشوء سوق سوداء، والتي تظهر إلى السطح بعد بدء أي أزمة تضرب سوق الأسمنت''.
وأضاف صعيدي: ''إن ضربتين في الرأس توجعان، فبعد قرار وزارة العمل بفرض رسوم 200 ريال ها هي الأزمة تأتي لتكمل الناقص وتضع قطاع المقاولات في موقف محرج، فالكثير من الالتزامات بين المصانع والمقاولين المنفذين للعديد من المشاريع متعثرة ومتأخرة، ولا بد من الجهات المختصة أن تتدخل وتضع حلولا ناجعة وليست مؤقتة لكي تسير قافلة المشاريع التنموية والتي لن تواصل تحقيق أهدافها في ظل هذه المعوقات''.
واقترح صعيدي فتح باب الاستيراد من الخارج بعد غلقه ليكون هناك تغذية قوية للسوق، وتجبر كذلك الطامعين في التلاعب في أسعار سوق
الأسمنت في مسايرة الأسعار المنخفضة، ويكون هناك سد كاف لاحتياجات المشاريع التنموية الكثيرة المنفذة في العاصمة المقدسة.
من جهته، قال سعود الصاعدي عضو لجنة المقاولين في غرفة مكة، إن سعر الطن من
الأسمنت السائب لم يتغير، بل هو مستقر ولا يتجاوز 300 ريال للطن الواحد، لكن هناك نقصا في
إنتاج المصانع تجاوز بعضها 60 في المائة، نتيجة عدم توافر سيارات نقل
الأسمنت السائب، والتي تسمى ''البلكر''، حيث كانت تأتي إلى مصنعي أكثر من 45 سيارة والآن يأتي ما بين ثلاث وخمس سيارات في اليوم، ما أثر على الإنتاج وأجبر على تشغيل خط واحد في المصنع فقط.
وأضاف الصاعدي: ''إن مثل هذه الأزمات التي تضرب بسوق
الأسمنت ستؤثر وبشكل مباشر على سير المشاريع، فلك أن تتخيل أن مصنعي للأسمنت يتطلب حجوزات قبل أسبوعين، وبعد أن كان الحجز قبل الإرسالية بـ 72 ساعة، أصبح الحجز يصل إلى أسبوع تقريبا، وهذا تأخير ليسر المشروع والتزامات المقاولين في تنفيذها مما يعرضهم إلى العقوبات من قبل المتعهدين معهم على تنفيذ تلك المشاريع، حيث إنهم لا دخل لهم في التأخير وإنما السبب يعود إلى أزمة حقيقية في سوق الأسمنت''.