وهكذا دقت المسامير ورمي فوق الجبل فوجد الرعاة ذلك الطفل على تلك الحالة
فأخذوه إلى ملك ( كورنثيا ) الذي تولى تربيته كما يُربى الأمراء ،
ولما كبر أوديب أراد أن يعرف موطنه ومولده ولكن العراف لم ينصحه بذلك أي العودة إلى بلاده وقال له أن هناك خطر ينتظرك وستقتل أباك وتتزوج أمك !
ولم يأبه اوديب بذلك وقرر أن يغادر كورنثيا ويذهب إلى طيبه موطنه الأصلي ،
وفي الطريق صادف رجلا تشاجر معه واشتدت المشاجرة حتى قتله ،
ولكنه لم يعرف أنه قتل أباه .
ذهب أوديب إلى طيبة وفي ذلك الوقت كان ( السفينكس ) ذلك الحيوان الذي له راس امرأة وجسم أسد وجناحا طائر يقسو على أهالي طيبة ويعذبهم اشد العذاب .
وإن الآلهة أرسلت ( السفينكس ) إلى طيبة ليسال الناس الغاز ومن لم يحل تلك الألغاز يقتله .
دفع هذ ا الوضع ( كربون ) خليفة الملك ( لايوس ) أن يعلن للناس بأن كل من يخلّص البلد من محنتها التي يسببها لها هذا المخلوق الشرير سيتولى العرش ويتزوج أرملة الملك (لييوس ) الملكة الجميلة (جوكاستا) ،
وعندما دخل اوديب المدينة قابله ( السفينكس ) و ألقى عليه ذلك اللغز الذي يتضمن :
( ما هو الحيوان الذي يمشي على أربعة صباحا ، وعلى اثنين ظهرا ، وعلى ثلاثة مساءا ؟ )
أجاب ادويب على هذا السؤال وذلك بقوله انه الإنسان ،
أي عندما يكون طفلا يحبو على أربعة وعندما يكبر يمشي على اثنين ،
وعندما يشيخ يستعين بالعصا أي انه يمشي على ثلاثة .
هناك روايتين إحداهما تقول عندما سمع سيفينكس هذا الجواب انتحر ،
وأخرى تقول إن اوديب قتله .
ونتيجة لذلك صار ملكا على طيبة وتزوج الملكة دون أن يعرف بأنها أمه وأنجب منها طفلة واحدة ،
عندها جاء العراف وابلغه بالحقيقة المرة فعندما عرفت زوجته التي هي أمه الحقيقة شنقت نفسها ،
أما اوديب فقد فقع عينيه وغادر طيبة مع ابنته التي ولدتها أمه وهام ليعيش بقية حياته في البؤس .