يبدو أن الاحتجاجات التي اندلعت قبل مدّة بعدّة بلداتٍ من ريف محافظة دير الزور السورية على خلفية اضطراباتٍ أمنية، كاستهداف شيوخ العشائر، ساهمت في طرح فكرة الحوار بين المكونات المجتمعية ومناقشة التحدّيات التي يواجهونها في المناطق الخاضعة لسيطرة "قوات سوريا الديمقراطية".
وكشف رياض درار، الرئيس المشارك لمجلس "سوريا الديمقراطية"، الذي يعد المظلة السياسية لقوات سوريا الديمقراطية، وهي تحالف متعدد الأعراق يضم الأكراد والعرب إلى جانب السريان والأرمن، أن "مجلسنا سيعقد مؤتمراً وطنياً في مدينة الحسكة يوم غد الخامس والعشرين من شهر نوفمبر الجاري".
وقال في تصريحاتٍ خاصة لـ "العربية.نت" إن "هذا المؤتمر يهدف إلى مناقشة رؤيةٍ جديدة لشكل الإدارة الذاتية وعلاقاتها والمؤسسات التابعة لها وطبيعة وجودها وفعاليتها"، مضيفاً أنه "مخصص لأبناء الجزيرة والفرات فقط"، ويقصد بذلك المناطق الشمالية الشرقية من سوريا.
وتابع: "لقد أجرينا 13 ندوة حوارية بين مختلف المكونات في مناطقنا في وقتٍ سابق هذا العام والعام الماضي، وبالتالي هذا المؤتمر هو حصيلة لتلك الندوات ويأتي تحت اسم المؤتمر الوطني لأبناء الجزيرة والفرات، وكان الهدف الأساسي من تلك الندوات هو الخروج بهذا المؤتمر".
كما اعتبر أن "انعقاد هذا المؤتمر هو ضرورة لإعطاء تصوّر مثالي عن الديمقراطية والتشاركية وهو أمر سبق أن ناقشناه في المرحلة الماضية، ولذلك سيشارك فيه مؤيدون للإدارة الذاتية وآخرون محايدون، حتى من كان يقف ضدها تمّت دعوته أيضاً. وكذلك بعض المؤيدين للنظام السوري أيضاً تمتّ دعوتهم، لم نستثنِ أحداً ونريد أن نسمع كل الأصوات والآراء".
وبحسب الرئيس المشارك لمجلس سوريا الديمقراطية الذي يعرف اختصاراً بـ "مسد"، سوف يشارك 230 شخصاً معظمهم من أبناء المناطق الخاضعة لسيطرة قوات سوريا الديمقراطية التي شُكِّلت فيها "إدارة ذاتية" بحكم الأمر الواقع منذ نحو 8 سنوات.
كما سيشارك أشخاص في المؤتمر من خارج المنطقة عبر تطبيق Zoom. ويهدف المؤتمر بشكلٍ أساسي إلى إيجاد حلولٍ للمشاكل العالقة خاصة الاجتماعية والسياسية، وفق الرئيس المشارك لمسد.
وشدد الرئيس المشارك على أن "المؤتمر سيتطرق للحلول السياسية والتفاوضية سواءً مع النظام أو المعارضة، وكذلك سيتم نقاش دور المجتمع المدني في المرحلة القادمة وبحث مشاركته الفاعلة والإيجابية، إلى جانب مناقشة المشاكل التي يواجهها المزارعون والفلاحين في المنطقة وإمكانية تأمين المساعدة لهم".
ووفقاً لدرار، فإنّ "المؤتمر سيناقش أيضاً مسألة المناهج التعليميّة في مدارس الإدارة الذاتية في كافة المناطق الكردية والعربية والسريانية الآشوريّة"، مؤكداً على "ضرورة وجود قراءة جديدة للمناهج التعليمية، تكون مناسبة لأفكار الناس وعاداتهم وتقاليدهم وكل ما يمكنه أن يوحد أبناء المجتمع في رؤية موحدة دون تهميش وإقصاء وتمييز"، على حدِ وصفه.
وبيّن أن "قضايا تمكين المرأة، وقضايا أخرى متعلقة بأدوار تشارك فيها المعارضة الموجودة في المنطقة وكيفية إدارة العمل المعارض، من أجل الوصول إلى فكر وحركة ديمقراطيّة، ستكون ضمن جدول أعمال المؤتمر، فضلاً عن مناقشة كل الحاجات الأمنية الّتي تتطلب مشاركة أبناء المجتمع وقوات سوريا الديمقراطية والقوات الأمنية".