خلال الفترة الماضية، عادت البادية السورية لصدارة المشهد الميداني خصوصاً بعد بروز ملامح تنظيم داعش الإرهابي مجدداً في المنطقة، وغدت العمليات العسكرية أكثر نشاطاً هناك.
وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بأن مقاتلات روسية نفّذت غارات مكثفة منذ ساعات الصباح الأولى، طالت بادية السخنة بريف حمص الشرقي، وعند الحدود الإدارية بين حمص ودير الزور، ومناطق أخرى في مثلث حلب-حماة-الرقة، جرى خلالها استهداف كهوف ومغارات، يرجح أن التنظيم يتحصن داخلها، وسط معلومات مؤكدة عن قتلى وجرحى، بالإضافة لخسائر مادية تمثلت بإلحاق ضرر كبير وتدمير بالمغارات.
عمليات التمشيط مستمرة
كما أشارت المعلومات إلى استمرار عمليات التمشيط التي بدأت قبل أيام ضمن مناطق متفرقة من بادية الميادين غرب الفرات، من قبل قوات النظام وميليشيا الدفاع الوطني وميليشيا لواء القدس الفلسطيني الموالية لروسيا، وذلك في ظل الحملة الجديدة لتلك القوات التي بدأت قبل أسبوع من الآن.
وتهدف تلك العمليات لتمشيط المنطقة بحثاً عن عناصر تنظيم داعش هناك، الذي شن السبت، عملية خاطفة في بادية الميادين أدت لسقوط خسائر بشرية في صفوف قوات النظام.
وتتزامن الحملة مع غارات جوية مكثفة، تنفذها طائرات حربية روسية على المنطقة، إذ رصد المرصد السوري لحقوق الإنسان قصفاً شنته المقاتلات الروسية على بادية الميادين ومناطق أخرى في مثلث حلب-حماة-الرقة.
مسرح اشتباكات
الجدير ذكره أن داعش قد صعّد في الأشهر الماضية، من وتيرة هجماته على قوات النظام في البادية التي تحولت إلى مسرح اشتباكات.
فقد خطف التنظيم الثلاثاء الماضي، في هجوم مفاجئ، 19 شخصاً غالبيتهم من المدنيين من البادية، في عملية خطف تعتبر الأكبر منذ القضاء عليه، بينما أفادت وكالة أنباء "سانا" التابعة للنظام حينها بمقتل مدني وإصابة آخرين على أيدي التنظيم.
وأتت عملية الخطف تزامناً مع اشتباكات مع قوات النظام في ريف حماة الشرقي، عمد التنظيم خلالها إلى خطف 8 عناصر من الشرطة و11 مدنياً، كانوا يجمعون "الكمأة" في منطقة قريبة، ولا يزال هناك 40 شخصاً مفقودا، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان الأسبوع الماضي.
وتبعاً لهذه العمليات المتتالية وبرز نجم التنظيم مجدداً بعد أفوله أشهر طويلة، يشن النظام السوري حملة في البادية بدعم كامل من الروس.