( تنقسم المراقبة إلى ثلاثة أقسام المراقبة المطلوبة والمراقبة المحمودة والمراقبة المذمومة
المراقبة المطلوبة:
هي مراقبتك لنفسك وأن تراقب الله سبحانه في جميع تصرفاتك ،وفي جميع أحوالك أن تعلم علم اليقين أن الله عليك رقيب يرى مكانك ويسمع كلامك ويعلم ما توسوس به نفسك سبحانه وتعالى فهذه مراقبة مطلوبة منك حتى تصلح أحوالك ، وتستقيم أمورك وتكون على الصراط المستقيم .
أما المراقبة المحمودة
أن تراقب من ولاك الله أمره من جعله تحت يدك وهذا يشمل كل من كنت مسئولا عنه فإنك ستسأل عنه يوم القيامة هل قمت بالاهتمام والمتابعة أو بالإهمال والتفريط .
أما المراقبة المذمومة
والتي قُصد فيها عنوان الموضوع ( من راقب الناس مات هما )وهي مراقبة من ليس لك عليهم رعاية ولا سلطة وليست من باب التربية ولا من باب الإصلاح بل هي من باب الفضول ومعرفة الأسرار وهذه تفسد الود ، وتهدم بناء العلاقة ، وتدمر الثقة ، فأضرارها معلومة ، وتنائجها واضحها ) فبعضهم أخذ بهذه المراقبة منحى آخر وجعلها تحت مظلة الإيمان والإحتساب والجالبة للأجر والثواب وتفنن في تصنيفها وكتابة الطرق المختلفة لتطبيقها والإعلان علنا بالتقرب للعبادة بكتابة تقارير المراقبة
فيتلصلص على خصوصيات الناس ويقذفهم بالتهم بأنهم أعداء الأمة وخطرها المحدق
فتجده على أرض الواقع هكذا حاله
لايرمش له عين وتحمل نظرات عينيه العديد من الشكوك والظنون وقذف التهم تحت مظلة الإحتساب
لاتنتهي هوايته على الواقع بل تمتد لتصل إلى الشبكة العنكبوتية فيراقب المراقبة المذمومة
وبدلا من أن يستغل وقته بما ينفع يسخر أوقاته للمراقبة المذمومة والتي رويدا رويدا تخلق جو من الشحناء والضغينة والشكوك في المجتمع المترابط
أخيرا
ماأجمل أن نجعل الله وخوفه وخشيته نصب أعيننا ونجعل الرقابة على أنفسنا وطريقة حديثنا وأسلوب تعاملنا بما يتوافق مع الشريعة الإسلامية والأخلاق الفضيلة وينعكس إيجابا على المجتمع بخلق جو من المودة والرحمة والإحترام بين الجميع