أبو لـُجين إبراهيم : شكراً محمد عبده , و كل من ناصرني !
الخميس 23, ديسمبر 2010
أبو لـُجين إبراهيم
لجينيات ـ تلك هي كلمات مجالس حلقات القرآن , والتي نوجّهها مع أعمق عبارات الشكر والثناء لكل من ساهم ودعم حملة إعادة حلقات القرآن الكريم في منطقة مكة المكرمة .
ولا أخفي سراً .. أن عينيَّ دمعت من فرط الفرحة التي غمرت قلبي فور التأكد من الاستعداد لبدء عودة الحلقات , والذي أزاح في طريقه غمامة من الكآبة ظلت تتمدد في الأفق طيلة الأسابيع الماضية ، و أدخلت الهمّ و الغمّ في كل بيت كان فيه صبي يشدو بالقرآن على يد محفّظ غير سعودي !
وغاية سعادتنا أن التراجع عن القرار ما هو إلا دليل قاطع للرد على المشككين في استقامة المحفّظين غير السعوديين , ووفائهم وولائهم لهذه البلاد الغالية وهذا الوطن الذى جمع قلوبهم وألّفها على كتاب الله تعالى .
لقد كان لهذه الحملة المباركة التي شارك فيها بعضُ الأمراء الغيورين بسعيهم , و جمعٌ من العلماء بتصريحاتهم , والكتابُ الشرفاء بمقالاتهم , والقرّاءُ بتعليقاتهم أكبر دليل على التزامهم بمنهج هذه البلاد التي قامت عليه منذ تأسيسها وإيصال رسالة لكل من سوّلت وتسوّل له نفسه المساس بالأساس الذي قامت عليه الأمة الإسلامية وكان طيلة قرون المصدر الوحيد لأنظمتها وأخلاقها و ثقافتها , ومن بعد ذلك ارتكزت وقامت عليه دعائم المملكة العربية السعودية . إنه كتاب رب العالمين !!
وقد وصلت الرسالة بحمد الله وتوفيقه , ثم بجهود تستحق ثناء وشكرا لا ينقطع .
ومن الوفاء ـ وإن اختلفنا معه ـ ، أن نشكر رجلا بالغ الشهامة والحميّة والغيرة على دين الله تعالى ، وقد غيّبه الموت عن دنيانا وهو ينافح ويدافع بحرقة في آخر رمق من حياته عن حلق تحفيظ القرآن ، حتى انهار قلبه كمداً وتوقّف غضبةً للحق وفاضت روحه إلى بارئها - نحسبه والله حسيبه - وهو على هذه الحال ، إنه الدكتور محمد عبده يماني وزير الإعلام السعودي الأسبق ـ رحمه الله تعالى ـ , فهنيئاً له هذه الخاتمة وما أعظمها من خاتمة و هو يناضل لإعادة حلقات تحفيظ القرآن الكريم.
ويكفينا فخراً بأن القاصي والداني شهد على ضعف وهشاشة الحملة الليبرالية التغريبية التي أرادت ضرب أحد ثوابتنا وإلحاق العار بتاريخنا في الحفاظ على هوية المملكة العربية السعودية ، وقد أرادوا من وراء ذلك التسلّق على أكتاف الأزمة نحو ضخ المزيد من سموم التغريب ومحاربة الفضيلة , وإن شاء الله أن جهودهم سوف تذهب أدراج الرياح وسوف يهوي سقف مكرهم فوق رؤوسهم ويعودون من حملتهم المسعورة بخفي حنين يجرون أذيال الخيبة والندم . فهذه البلاد ما قامت ولا بويع ولاة أمرها إلا على إقامة الكتاب والسنة , ولن تتحقق أهدافهم ما دام في هذه البلاد أمثال هذه الضمائر النزيهة الشريفة !
إن حملة الدفاع عن حلقات القرآن الكريم أثبت فيها العلماء وطلاب العلم وكتابنا الأفاضل من الأخوة والأخوات أنهم " كُريات الدم البيضاء " أجسام المناعة في جسد البلد , أثبتوا ذلك في الوقوف أمام هذا القرار الخاطئ وعودة غير السعوديين إلى التحفيظ .
مع تأكيدنا على دعم سعودة الحلقات وأن تكون تدريجياً بشرط عدم تقليص عددها وإنما المساهمة في زيادة حلقاتها .. فأكرر شكري من حنايا قلبي لكل من سعى لدى أي مسؤول لإيقاف القرار ، ولكل من انضم إلى حملة الدفاع عن الحلقات بخطبة أو درس أو تصريح أو مقال ، ولكل من تواجد على صفحات "لجينيات" أو في أي موقع على الإنترنت و علّق بكلمات وإن كانت يسيرة إلا أنها شاهدة و مسجلة له عند من يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور .
واخيراً نسأل الله أن يحمينا وإياكم من تلك النفوس المريضة وأن يحفظنا بالقرآن قائمين ويحفظنا بالقرآن قاعديــــن ولا يشمّت في بلادنا الأعداء و الحاسدين .
أبو لـُجين إبراهيم
مدينة الخبر ـ الخميس 17 ـ محرم ـ 1432
abulojain@abulojain.net
صفحتي الرئيسية في الفيس بوك
www.facebook.com/home.php