دموع تحتار
ذات ليلة إستيقظت على همسات
في بداية الأمر لم تسترعني هذه الهمسات أي إهتمام
لكننّي فجأة سمعت إسمي يذكر ويدعون لي بالصّبر ...!!!
ومنهم من يقول كيف سنخبرها بأمر كهذا
لا أعلم لحظتَها ماذا يجب عليّ أن أفعل
فهَممتُ بالخُروج من غُرفتي ولكنّي شعرتُ بخوفٍ شديد
تسلّل ليزلزل أركاني
خفت أن أصاب بالإنهيار
عدتُ إلى سَريري وأنا في قمّة جمودي
أردتُ أن أصرخ .. أبكي ..
أرتمي على صدر أحدٍ ما لكنّني لم أستطع ..
مازلتُ أسمع إسمي يتردّد على ألسنتهم
مازلتُ أسمع كلمات الشّفقة تتقاطر من شفاههم
وأنا مازلتُ أدّعي النوم..!!
قلت في نفسي إلى متى سأهرب من مواجهة واقع لا بدّ منه
وحقيقة ستلازمني ماحييت
تسائلتُ كثيراً كيف سأواجه هذا القدر القاتل فأنا وحيدة
ولم أتعافى بعدُ من صدمتي الآخيرة...
استجمعتُ قوّتي بعد عناءٍ شديد ... ومشيت نحوهم بخطى هادئة..
همست بصوتٍ مخنوق .. السلام عليكم .. وجلست ألملم نفسي
وقلت مالذي حدث ..؟؟؟
قالوا بصوت واحد لاشيء ...
قلت لكنّني سمعت كل شيئ وأنا راضية بما كُتب لي
لن أبكي ولن أنوح...!!!
كانت أمي وإحدى أخواتي تواسيني وآخرى لم تستطيع أن تراني
بهذا الجمود و بهذا الموقف فتركتنا وخرجت
لا أعلم من أين أتتني هذه القوّة لحظتها
ولكن الحمدلله على كل حال..
وبعد لحظات من الصّمت
اعتذرتُ منهم بحجّة ترتيب غرفتي وتركتهم في جمودهم
عدت إلى غرفتي واحتضنتُ وسادتي وبكيت كما لم أبكي من قبل
بكيتُ نفسي وقلّة حيلتي...
بكيتُ وجعي وقسوةَ قلُوبهِم
بكيتُ جبروتَهم وكيف أستطاعوا أن يفعلوا كل هذا بي ...
بكيتُ من نظرات الشّفقَة والحُزن التي ستلازمني ماحييت
كنتُ أبكي.. وأصرخ.. وأستنجد..
آه يا أمّي إبنتكِ قُتلت ..
وآه يا أبتي طفلتك المدلّّلة طُعنت طعنة لن تشفى منها طول العمر..
آه ياربّي عجّل علي بموتي فماعدتُ أحتمل..
وإن كان أجَلي ليسَ بقَريب فارزقني صبراً من عندك ..
بكيتُ ومازلت إلى يومي هذا أبكي ..
وها أنا أكتب ودموعي تنهمر كالمطر ..
ولن تملّ الدّموع منّي...
ومازلتُ منذ ذلك الوقت حتى اليوم
وقبل أن أخرج من غرفتي أمسح دموعي وأرسم تلك الإبتسامة على شفتاي أمامهم
وكأنّ شيئاً لم يكُن .....
تستطيع المشاركة هنا والرد على الموضوع ومشاركة رأيك عبر حسابك في الفيس بوك