ترضى النفوس وتستطيب عذابَها
لما تزفُّ إلى الإله ركابَها
أنا ما بكيتُ على الحبيبة يائساً
من رحمةٍ فتح المهيمنُ بابَها
لكنه ألم الفراق ولوعةٌ
سلَّت عليَّ سيوفَها وحرابَها
لما نعى الناعي حبيبةَ خاطري
ورأيتُ من شمس الحنان غيابَها
ناديتُها، فت**َّر الصوت الذي
نادى، ولم ترسلْ إليَّ خطابَها
لا تسألوني عن حبيبة خاطري
فهي التي نسج العفافُ ثيابَها
أمي التي ما أبصرتْ عينُ المدى
إلا جلالَ حيائِها وحجابَها
رحلتْ عن الدنيا رحيلَ كريمةٍ
رفعتْ مواقفُها العظامُ جنابَها
نقصتْ ملامحُ فرحتي من بعدها
مهما جنيتُ من الحياة رُضا بَها
مُزِجَتْ حلاوةُ كلِّ حلوٍ بعدها
بمرارةٍ، قلبي تذوَّق صابَها
مَن لي بتقبيل الجبين مصبِّحاً
وممسِّياً، وممسِّحاً أعتابَها؟
مَن لي بحسن الرأي منها حينما
تهدي إليَّ من الأمور لُبابَها؟
مَن لي بصدق الحدس منها حينما
تلقي الخطوبُ على العيونِ ضَبابَها؟
مَن ذا أُبشِّر حين أفرحُ كي أرى
في وجهها فرحاً يُطيرُ صوابَها؟
مَن لي بهاتفها الحبيب يُجيبني
(أهلاً حبيبي) يا فَدَيْتُ جوابَها؟
ما زلتُ أشعر بالضياع **ائرٍ
في مَهْمَهٍ تَسفي الرياحُ تُرابَها
أوَّاهُ من هذا الفراغِ وَجَدْتُهُ
في نفسيَ الحرَّى يزيدُ عذابَها
أبصرْتُ غرفتَكِ الحبيبةَ أوغلَتْ
في الصمتِ بعدكِ، أغلقتْ أبوابَها
أنَّى اتجهتُ رأيتُ وجهَكِ ضاحكاً
ورأيتُ منكِ يدَ الرضا وخضابَها
حُلُمٌ أعيشُ به الصفاءَ سُوَيْعَةً
فإذا صَحَتْ نفسي شَكَتْ أوصابَها
وتساءلَتْ نفسي سؤالَ توجُّعٍ
لمَّا رأتْ سهمَ الأنينِ أصابَها
ما لي أرى الظلماءَ بعدكِ خبَّأَتْ
عن ناظريَّ هلالَها وشِهابَها
هيَ لوعةُ الحرمانِ بعدكِ أشعلَتْ
قلبي، فأكملَتِ الهمومُ نصابَها
تشكو النفوسُ من العناءِ، وإنما
أقسى العناءِ فراقُها أحبابَها
يا ربِّ، هيِّئْ للحبيبةِ منزلاً
في الخلدِ، أجْزِلْ يا عظيمُ ثوابَها
( عبدالرحمن العشماوي )
تستطيع المشاركة هنا والرد على الموضوع ومشاركة رأيك عبر حسابك في الفيس بوك